« جمال الصورة في عمق الهامش» بالملتقى الوطني لسينما الهامش بجرسيف

تحت شعار سينما الهامش :» جمال الصورة في عمق الهامش»، تنظم جمعية الشاشة الفضية الملتقى الوطني لسينما الهامش في نسخته الخامسة وذلك أيام 21-22 و23 أبريل الجاري بمدينة جرسيف وذلك بمشاركة نخبة من رجالات السينما والفن والمسرح والإعلام
وفي الأرضية الفكرية المؤطرة للملتقى كتب فريد بوجيدة: إذا «الهامش» هو البعيد عن الاهتمام سواء كان مكانا أم حدثا أم شخصا … من هنا كان الاستخدام للمصطلح ، فإنه من الناحية الرمزية ينم عن جانب سلبي لا يشير إلى البعد المكاني أي الهامش الجغرافي ( القرى وأطراف المدن) فقط ، بل إلى كل أشكال الإقصاء الاجتماعية والثقافية و السياسية …التي يتعرض لها المختلف (فرد أم جماعة ) وتعبيراته سواء كانت لسانية أم فكرية أم فنية .
إن استدعاء الهامش وجعله مجالا للاهتمام هو تفكير في مكون من مكوناتنا الثقافية ، ومحاولة للخروج من نمطية مهيمنة جعلت من الفضاء العام تكريسا هندسيا للهيمنة ، أي تقسيما للأمكنة التي تتكون من مركز وأطراف ، أو متن وهوامش ، وهو تقسيم غير عادل ، طبقي في الظاهر ، لكنه عنصري آثم في العمق ، لأنه بقدر ما يبرز مكونا من المكونات فهو يقصي الأخرى ويغيبها .
إن الاحتفاء بالهامش هو مراهنة على تجاوز هذه النمطية ، وفضح آلياتها وجعل صوت الهامش مسموعا وإدخاله إلى دائرة الضوء ورد الاعتبار إلى الأطراف ومكوناتها المختلفة . من هذا المنطلق اشتغلت السينما من خلال الاهتمام بالطبقات المهمشة و المنسيين وكل التعبيرات الثقافية المقصية ، لا على استحضار الغائب فقط ، بل على تعديل الاختلال في الوجود؛ لقد حاولت بالفعل أن تجعل من الهامش مركزا ، فكل تعبير ثقافي نجد له صدى في السينما : القرى المنسية، الدروب الضيقة ، هوامش المدن الصاخبة، الكائنات الليلية، الشخصيات المستبعدة ، التعبيرات المسكوت عنها ، المساحات الصامتة ، الأنفاس المختنقة ، بكاء المظلومين ، الذكريات ..
لم تكتف السينما باستحضار هذا التنوع المختلف ، ولم تظهر غناه وتعدده فقط ، بل حاولت أن تبرز جمالياته أيضا ، لقد فجرت الصورة هذا الغياب وفضحت الهيمنة المطلقة لدكتاتورية المركز من خلال التأكيد على عمق الهامش والحفر عميقا في كل مكوناته البصرية : في الشكل والمحتوى ، في الوجه والتجاعيد ، في العين والرقبة ، في الشعر والوشم والأقراط ، في الفرح والرقص ، في العويل والغناء ،في الحكاية والغواية ، في الجرح و الألم ، في المكان والزمان ، في الجسد والروح ، في الهندسة والألوان ، في الكتابة والخطابة ، وفي الذاكرة والتاريخ ، في الأشياء كلها كانت الكاميرا وكان الجمال ..هل استطاعت سينمانا أن تبرزعمق هامشنا هذا هو السؤال ؟
ويتضمن البرنامج العام للملتقى: ثلاث ورشات وندوات فكرية وفنية، ورشة الممثل أمام الكاميرا يؤطرها:الممثل ربيع القاطي، ورشة التقاط الصوت و معالجته يؤطرها المخرج شرف ب نالشيخ، ورشة السينما و التشكيل يؤطرها الممثل حميد نجاح، فيما سيؤطر الندوة العلمية عزيز باكوش بمشاركة كل من الأساتذة إدريس قري مصطفى الشكدالي فريد بوجيدة . أما لجنة التحكيم فتضم كل من حسن الروخ ، سليمة بنمومن، عبد الكبير الركاكنة، زهيرة صديق و شرف بن الشيخ.


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 13/04/2017