جولة في الجزر مع الشيف خولة عيسان … جزيرة لاديغ.. القردة تساعد الفلاحين في الحقول والسلاحف تمشي

زارت جزر الموريشيوس والسيشل ، و جزر المالديف وسنغافورة وسيريلانكا ، ثم جزر القمر ومدغشقر وزنجبار وجزر كينيا ،زارت أكثر من 600 جزيرة,في كل رحلة كانت تحمل معها الصينية والبراد  واللباس التقليدي وبعض ما يرمز للطابع المغربي الاصيل ،بل أصرت أن تمنح تكوينا في الطبخ المغربي حتى أدخلت الطاجين والكسكس ضمن قائمة الطعام بأفخم المطاعم في المنتجعات السياحية الراقية بهذه الجزر .
هي الشيف والرحالة المغربية خولة عيسان ، انطلقت من حلم صغير أخذ يكبر ويتسع، هو أن ينتشر الطبخ المغربي في كل أرجاء العالم ، ومن خلاله الثقافة المغربية، الذي تحرص أن تقدمه بطقوسه التقليدية .
جمعت خولة بين دراسة الطبخ والصحافة في علاقة تكامل «الطبخ والحلويات أدرسها وأعلمها بحب والصحافة يستهويني منها الجانب الوثائقي كالتعريف بالأشجار والفواكه والعادات الغريبة لسكان الجزر والوصفات القديمة غير المعروفة الخاصة بتلك المناطق .»
تقوم خولة بالموازاة مع مهمتها بتنظيم دورات تكوينية في الطبخ المغربي بالمجان» ألقنهم وصفات يصنعونها بأيديهم ،يعشقون الأطباق المغربية فور تذوقها ,وأحيانا بعض أصحاب الفنادق والمنتجعات يضيفونها إلى قائمة الطعام عندهم كالكسكس وطاجين اللحم الحلو والدجاج المحمض بالزيتون وبعض الحلويات المغربية . ليس هناك أي قاسم مشترك في الطبخ بيننا وبينهم،الطبخ المغربي مميز،لكني وجدت خبز الشباطي الهندي يتشابه مع المسمن المغربي .
وهي تتحدث عن عالم الاحلام في الجزر و بعض الطرائف التي عاشتها هناك، استهواني الغوص مع الشيف خولة في رحلة رمضانية إلى هذا العالم الحالم الذي لايطأه إلا الأثرياء، لنتعرف كيف تتمازج الحياة البسيطة للسكان مع الحياة المترفة للسياح. ونتعرف ايضا على بعض الطقوس والوصفات الخاصة التي يستعملها نساء الجزر في التجمل والتي يستوحينها من الطبيعة.

 

جزيرة لاديغ هي رابع أكبر جزيرة مأهولة من جزر سيشيل، تبلغ مساحتها 10 كم مربع وعدد سكانها لايتجاوز 3000 نسمة يستغرق المشي من أولها الى آخرها ساعة زمن، ولكنها قطعة من الطبيعة الساحرة التي تعكس عظمة الخالق. تتميز بشواطئها البكر الأفضل في العالم وصخورها الغرانيتية الشاهقة وهدوئها الساحر وحيواناتها الغريبة. لوحة من الطبيعة زاخرة بالألوان الزرقاء والخضراء والأسمر الضارب إلى الصفرة. فيها فقط يمكنك ان تشاهد طائر الجنة النادر. ويوجود فيها شاطيء آنسي سورس المصنف عالمياً على انه من اجمل الشواطيء في العالم.
سميت لاديغ على اسم أول سفينة رست عليها، وفي عام 1798 استوطنتها مجموعة من اللاجئين السياسيين الهاربين مما يسمى الآن جزر ريونيون، الذين لا تزال مقابرهم في الجزيرة شاهدة على مرورهم.يغلب عليها الطراز المعماري الفرنسي، السيارات بها محدودة جدًا قد تصل العشرة فقط، يركب سكانها كما السياح الدراجات أو عربات تجرها الثيران.
أغرب منظر في هذه الجزيرة يستوقف الزوار والذي لايمكن وجوده في بقية العالم ، هو السلاحف العملاقة (تزن 304 كلغ ) والتي تمشي الهوينا على جانبي الطريق العام ، في تماس شديد مع السكان، فيما السياح يقتربون منها يربتون على عنقها أو يطعموها أوراق الشجر الخضراء، فتتجاوب هي مع هذا الدلال وتحرك عنقها بهدوء يمنة ويساراً.
وجود السلاحف بهذه الحرية في الشوارع يعطي انطباعا عاما على طبيعة الحياة والسكان، ويشي بعلاقة التآنس والتآلف بينهم وبين أرضهم وحيواناتهم، بسطاء في حياتهم وسلوكهم ومعيشتهم، يعتمدون على الزراعة والسياحة ومدخولهم ضعيف مقارنة مع جزيرة الماهي، حيث يشتغل أغلب السكان في مزارع جوز الهند وفي التعاونيات الخاصة به. ومن غرائب هذه الجزيرة ان السكان يجلبون القردة ليساعدوهم في استخلاص جوز الهند ،حيث تتسلق الاشجار وترمي لهم الثمار ليجمعوها.
تتوفر لاديغ على منتجعات صغيرة فقط لأن للسياح يأتون إليها لرؤية السلاحف فقط نهارا ثم يعودون الى جزيرة الماهي، بواسطة الباخرة ،هناك رحلتين في اليوم فقط للباخرة تحط في التاسعة صباحا وتعود لأخذهم في 12 وإذا تخلف أحد على الموعد اضطر الى انتظار رحلة الغد. وبالرغم من صغرها فهي مجهزة بفنادق ومنتجعات تققدم خدمات خيالية للسياح و تحتوي على شاليهات خشبية بسقف من القش، وغرف فسيحة تطل جميعها على المحيط الهندي أو الحدائق. مع شرفة تواجه لرمال الشاطئ البيضاء.وتقدم أنشطة صيد الأسماك، والغوص ورحلات بالقوارب.
جزيرة مويان.. قصة الصحافي الذي عشق الجزيرة فاشتراها.. وبقي كلبه وفيا لعزلته

جزيرة مويان (أي الجزيرة المتوسطة الحجم بالفرنسية)، قصة عشق ووفاء بتفاصيل خاصة. مايثير فيها هي قصة ذلك الكلب الذي يتحدث عنه الجميع وينادونه باسمه. يقال إنه كلب الصحافي البريطاني براندون غريمشو الذي وقع في غرام سيشيل واشترى الجزيرة عام 1970 وأقام فيها مع حيواناته. وبعد وفاته، بقي كلبه الوفي هذا يحوم وحيدا في الجزيرة حزينا مكتئباً. يذهب السياح في القوارب لهذه الجزيرة فقط لرؤية هذا الكلب.
هو الصحافي بريندون جريمشاو اليورشايري،عاش وحيداً لعدة سنوات في جزيرة «مويان» بالسيشل، حين زارها فأغرم بها ثم اشتراها عام 1962 بمبلغ 8000 جنيه استرليني. ولكنه نادراً ما كان وحيداً. قضى بريندون سنوات مع السلحفاة العملاقة وشارك 120 مخلوقا رائعا حياتهم في واحدة من أصغر الحدائق الوطنية في العالم.


الكاتب : فاطمة الطويل

  

بتاريخ : 09/06/2018

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *