حكاية رحلة رياضية امتدت لأزيد من خمسين سنة 29- عندما تفاجأ ممثلو الجامعة بحضوري الجمع العام للاتحاد الدولي في مدريد

 

تعتبر نعيمة رودان أول إمرأة مغربية تحرز ميدالية ذهبية لصالح المسايفة المغربية، حدث ذلك في نهاية الستينيات خلال بطولة الألعاب الرياضية للمغرب العربي التي جرت بتونس.ويسجل التاريخ أنها ظلت منذ سنوات صباها وعلى امتداد خمسين سنة مرتبطة برياضة المسايفة كمبارزة، مدربة ومسيرة. ويحسب لها أيضا أنها حملت قضية المرأة الرياضية المغربية على عاتقها مدافعة عن حقها في ممارسة رياضية سليمة وعادلة حيث انضمت للجنة المرأة والرياضة التي كانت تابعة للجنة الوطنية الأولمبية وساهمت إلى جانب زميلاتها من الأسماء الرياضية الكبيرة في منح الرياضة النسوية الاهتمام الذي يليق بها.
لخمسين سنة،لم تنفصل عن عوالم الرياضة، بل وسهرت على أن ترضع أبناءها الثلاثة عشق الرياضة إلى أن أضحوا بدورهم نجوما وأبطالا في رياضة المسايفة محرزين عدة ألقاب في إسبانيا وفي كل التظاهرات بأوربا والعالم.

 

مرت الأشهر الثلاث الأولى صعبة نسبيا لأنني كنت في بداية التعرف على التلاميذ وكذلك على آباءهم ، لكن محبتي للمسايفة منحتني كل القوة لانجاح تجربتي في بلد جديد مع تقاليد وتربية جديدة، مع العلم أنني قمت بمثل تلك المهمة في الديار السعودية وكذلك بنادي الأبطال الذي كنت أترأسه في وطني الحبيب.
حلت احتفالات نهاية السنة الميلادية،كنت من بين الأطر التي اختيرت لمساعدة الإدارة على التحضير والاستعداد لخلق الأنشطة الاحتفالية. مرت الأمور على مايرام ، كان حضور الآباء وكل الأطر التي تعمل في المدرسة، و بعد انتهاء الحفل حظيت بتصفيقات الآباء كتشجيع لي على العمل القيم الذي قمت به خلال الأشهر الثلاثة الأولى
نفس أجواء الاحتفال حضرتها مع الجمعية انتهت بحفل عشاء جماعي حضره كل الأعضاء .
بعودتنا من العطلة، لاحظت أن مستوى التلاميذ في المسايفة بدأ يتطور تدريجيا، طبعا في البرنامج الذي أعددته مع الجامعة، كنا قررنا أن سنة 2007 سوف تكون للتداريب وتلقين التقنيات الأولية لهذه الرياضة بحيت لن نشارك في اَي بطولة او تظاهرة ، مع العلم أن الوزارة منحت كل التلاميذ الألبسة والعتاد، يعني لم يكن عندنا اَي مشكل تجهيز وذلك ما كان يزيدني حماسا لمنح التلاميذ كل ما كنت أعرفه عن رياضة المسايفة بكل جدية.
وتميزت ابنتي أميمة، وكانت من ضمن تلاميذي، بتقديم مستوى جيد بفضل نشاطها وحماسها وكذا لكونها كانت ترافقني في النادي بالمغرب وعمرها لم يكن يتجاوز العامين.
استمر عملي في المدرسة كمدربة طيلة السنة المدرسية ل2007، وفِي مارس من نفس تلك السنة، رشحت من طرف الجمعية لمنصب الرئاسة. نجحت في الانتخابات لينضاف ذاك المنصب لعبء مسؤولياتي.
خلال كل تلك الفترة، لم يكن عندي اَي تواصل مع الجامعة الملكية المغربية للمسايفة، بل ولم أتلق منها أي اتصال منذ أن هجرنا إلى مدريد.
وحدث ما لم أكن أتوقعه، ففِي يوم من الأيام ، توصلت بدعوة من طرف رئيس الجامعة الاسبانية الذي كان السبب في ولوجي للعمل كمدربة للمسايفة، لحضور أشغال الجمع العام الدولي الذي أقيم في مدريد، قبلت الدعوة ، وذهبت برفقته الى الفندق التي أقيم فيه الجمع، وإذا بي ألتقي في حفل الافتتاح بالمدرب والمدير التقني للجامعة الملكية المغربية السيد “الزاجي عبد الاَلاه “. نظر نحوي باستغراب، ثم سألني: “ماذا تفعلين هنا؟” فإذا بالرئيس الإسباني يرد عليه: ” إنها تعمل معنا”. أكدت له ما قاله رئيس الجامعة الاسبانية، بدا متفاجئا ثم التفت إلى مرافقه وقدمه لي..كان الأمر يتعلق بالسيد “يوسف فاتحي” الرئيس الحالي للجامعة الملكية المغربية للمسايفة وحينها لم يكن قد تقلد هذه المسؤولية بعد.
تحدثنا عن المسايفة المغربية، وقمت بدعوتهما لمرافقتهما في جولة في مدريد. وبالفعل التقينا فيما بعد وجلنا في مرافق العاصمة الاسبانية وكان بصحبتنا الصديق والأخ رئيس الحكام الدوليين التونسي “فرجاني صلاح” الذي أكن له كل التقدير والاحترام على ما يقدمه من عمل للمسايفة التونسية،والذي تربطني معه صداقة دامت لأكثر من ثلاثين سنة وكان بطلا من فترة جيلي.
في نهاية أشغال المؤتمر،الماثمر أقيم حفل عشاء حضره كل المشاركين، وكانت المائدة التي جلست فيها تضم ممثلي العراق، مصر، تونس، الجزائر والمغرب وكنت المرأة العربية الوحيدة الحاضرة.


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 29/05/2020