عن دارنعمان للثقافة بلبنان ، صدرت للكاتب المغربي أحمد أيت أعريان روايته الثانية بعنوان :” لهيب الكتمان ” ، وهي من
الحجم المتوسط، عددصفحاتها: 190.
وتنبني هذه الرواية – التي ترمز في العمق إلى الانفراج الذي عرفه المجتمع المغربي بعد ظهور حكومة التناوب ثم هيئة الإنصاف والمصالحة -على تخيل السارد لتفاصيل معاناة أسرة شارك أحد افرادها وهو الاستاذ حسن العيني ( الشخصية الرئيسية في الرواية ) في تظاهرة وقعت في مدينته سنة 1984 ، وخوفا من اعتقاله انذاك ، كما اعتقل عدد من المتظاهرين ، اختبأ في سرداب يوجد في منزل أسرته ريثما تهدأ العاصفة ، إلا أن البحث عنه من طرف الدركيين لم يتوقف، ما أرغمه على المكوث فيه أربعة عشر عاما و لم يكن يخرج منه إلا لماما ، وبقي على هذ ه الحال الى أن ظهرت حكومة التناوب فقدم نفسه الى مركز الدرك حيث تم استنطاقه قبل إطلاق سراحه . و قد نجا حسن العيني من الاعتقال ، بفضل أبيه وأمه وزوجته الذين تعاهدوا في ما بينهم على كتمان سر اختبائه في السرداب حتى عن أقرب المقربين إليه ، كابنه وأخيه وأصهاره. وقداستطاع السارد في هذه الرواية المشو قة التي يمتزج فيها الواقع بالخيال إبراز احتراقات حسن العيني واحتراقات أهله وذويه خلال هذه المدة، بلغة انسيابية تعبر بصدق عن أحاسيس الشخصيات ، وعما يمور في أعماقها من هواجس وتطلعات ، ومخاوف وتمزقات .