شركة الدارالبيضاء للتهيئة تعمّق جراح المرور في شوارع العاصمة الاقتصادية و أشغالها أدت إلى رفع منسوب الاختناق وشلل حركة السير والجولان

تباشر ومنذ مدة شركة الدارالبيضاء للتهيئة، سلسلة من الأشغال بطرقات وشوارع العاصمة الاقتصادية، التي تندرج ضمن مشاريع مختلفة، كما هو الحال بالنسبة لمشروع بناء وتطوير وإعادة تهيئة ممرات وأرصفة وساحات المدينة، بهدف تحسين ظروف حركة السير، وفقا للمبتغى الذي تعلن عنه الشركة. برنامج مرتبط بالتجهيزات العمومية، والإنارة، وتصريف مياه الأمطار، والتشوير الأفقي والعمودي، وغيرها من المحاور، التي وبكل أسف عملت على خلق أزمة مرورية كبيرة، رفعت من حدة الاختناقات، وغابت معها كل أشكال الانسيابية، ووجد العديد من المواطنين من مستعملي الطريق أنفسهم ومايزالون نتيجة لها معتقلين بجملة من المدارات والتقاطعات التي تعطّلت فيها الإشارات الضوئية بسبب هذه الأشغال، الأمر الذي نجم عنه حوادث مرورية، ومشاحنات ومواجهات لفظية تطوّرت غير ما مرّة إلى بدنية، في غياب الجهات المختصة التي من المفروض أن تتدخل لإصلاح الأعطاب وتقويم الاختلالات الطرقية التي تعدّ بالجملة؟
مسؤولية هذا الوضع الذي رفع من حجم العبء على مصالح الأمن التي تجنّدت عناصرها لمحاولة المساهمة في تيسيير حركة السير والجولان في مناطق، كما هو الحال بالنسبة لمنطقة عين السبع، في حين أن مصالح أخرى هي تتعامل معه بشكل عادي كما هو الحال بالنسبة لمنطقة درب السلطان، تتقاذف مسؤوليته الشركة والجماعة الحضرية للدارالبيضاء، هاته الأخيرة التي يُعاب على مصالحها التخلّف عن التدخل والقيام بما يلزم، في حين أن مسؤولية الشركة هي واضحة وثابتة في هذا الصدد، وهي التي قلّبت الإسفلت البيضاوي تقليبا، وربطت الأرصفة بالشوارع، وأخرجت مافي باطن الأرض من أسلاك وألياف، مما تسبّب في كل شائبة مرورية، نتيجة للأعطاب التي طالت الإشارات الضوئية المختلفة، والتي من بينها على سبيل المثال لا الحصر، تلك المتواجدة بملتقى شارع مولاي سليمان وزنقة الكارة، ونفس الشارع مع الحاج مكوار، ومولاي اسماعيل مع باحماد، وعلى مستوى طريق الرباط، وكذا عند تقاطع باستور مع الباب رقم 4، إلى جانب مولاي يوسف مع موسى بن نصير، وكذا مولاي يوسف مع شارع آنفا، وعند تقاطع شارع الجيش الملكي والمقاومة، وملتقى زنقة الخزامى والمدرسة الصناعية بالفداء مرس السلطان، وغيرها كثير من الإشارات المرورية التي تتحمل فيها الشركة المسؤولية الكبرى، كما لمصالح الجماعة نصيب أيضا في بعضها الآخر، ليبقى مستعمل الطريق في الأول والأخير هو المتضرر من هذه العطالة التي باتت دائمة لا استثنائية، إلى حين إيلائها انتباها والاهتمام بشأنها، علما أن مختلف المسؤولين من سلطة وأمن والمنتخبين وغيرهم، جميعهم يسلكون هذه الطرقات دون أن ينبس أحدهم ببنت شفة!


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 21/11/2017