عبد الرفيع جواهري يتوج بجائزة الحريات

عقب اجتماع مكتبه الدائم بإمارة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة، أعلن الاتحاد العام للأدباء والصحفيين العرب عن منحه «جائزة الحريات» للشاعر المغربي الكبير والرئيس الأسبق لاتحاد كتاب المغرب الأستاذ عبد الرفيع جواهري.
وإذا كان الإعلان عن هذا التتويج قد تم أول أمس الأربعاء، فإن اتحاد كتاب المغرب هو الذي بادر إلى اقتراح المحامي سليل مدينة فاس لنيل الجائزة.
وقد آلت «جائزة الحريات» برسم السنة الجارية لصاحب رائعتي «راحلة» و»أطفال الحجارة» جراء دفاعه المتواصل سواء في أشعاره وفي مقالاته أو في مواقفه العديدة عن الحريات في الوطن العربي.
وسارع اتحاد كتاب المغرب إلى تهنئة الشاعر على تتويج العربي المستحق، معتبرا إياه الثاني من نوعه بعد فوز الأديبة المغربية خناتة بنونة، بجائزة القدس التي يمنحها اتحاد الكتاب العرب نفسه.
ومن جهة أخرى، أعلن الاتحاد العام للأدباء والصحفيين العرب في نفس المناسبة عن الفائزين ببقية جوائزه برسم سنة 2017 ذاتها، وهم المصري محمد سلماوي (جائزة القدس)، ولشاعر الأمريكي مايكل مارش (جائزة الكاتب الأجنبي)، والسوري نضال الصالح (جائزة النقد) والفلسطينى زكى درويش (جائزة عرب 48 التي خصصت للسرد القصصي والروائي هذا العام). وستوزع مجموع الجوائز على الفائزين أثناء اجتماع مقبل للمكتب الدائم للهيئة المانحة.
يذكر أن اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للكتاب والصحفيين العرب، الذي يترأسه حاليا الشاعر حبيب الصايغ، يعقد مرتين كل عام، ويحضره ممثلون عن اتحادات وروابط وأسر وجمعيات ومجالس الأدباء والكتاب من 18 دولة عربية أعضاء الاتحاد، وتصدر عنه أوراق ختامية تتضمن مواقفه من الشئون الثقافية والسياسية وحال الحريات العامة.
وبالإضافة إلى عطائه في المجال الحقوقي والثقافي والسياسي، فعبد الرفيع جواهري من أبرز الشعراء المغاربة والعرب، يعترف النقاد بأنه شاعر دائم التجديد، دواوينه لا تشبه بعضها، راهن باستمرار على التنوع دون السقوط في فخ التجريب، وظل مخلصا لمقومات الشعرية العربية الأصيلة الموسومة بنفس غنائي رفيع. كما يؤكدون على أن عنصرين اثنين يسمان فضاءه الشعري ويشكلان مكونا عضويا لمعمار قصيدته، هما العمق الصوفي في مقاربة الجمال، والافتتان بالتراث الموسيقي العربي والغربي كليهما.
وحول قصائد مبدع «القمر الأحمر» الغنائية التي لحنها الراحل عبد السلام عامر، تقول الناقدة حورية الخمليشي: «في القصائد المغناة للشاعر ما يُدهش. غنائية هادئة، عذوبة في الموسيقى، تواز في الإيقاع، معنى سلس وغامض في بعض الأحيان، لكنه بعيد عن التعقيدات والمساحيق اللغوية. وقد عوّدنا الشاعر في هذه القصائد على فتح الاستعارة التي تجاوزت بلاغة الأذن حين انضمت إليها الموسيقى الغنائية إلى جانب الموسيقى الإيقاعية في تبادلية موازية».
ويلخص تقديم شهرية «زمن» للشاعر المتوج بمناسبة حوار أجرته معه ملامح من سيرة مؤلف دواوين «وشم في الكفّ»، «شيء كالظل»، «كأنّي أفيق» و»الرابسوديا الزرقاء»، وصاحب أشهر عمود صحفي ساخر في المغرب «نافذة»: «عاش عبد الرفيع جواهري حيوات متعددة، إن جاز القول. فهو شاعر ومثقف، مناضل سياسي، إعلامي إذاعي، وكاتب صحافي اشتهر على الخصوص ببراعته في جنس السخرية السياسية، فضلا عن اشتغاله بالمحاماة، ونشاطه في ميدان حقوق الإنسان. تجربة فريدة لمثقف شاهد على مرحلة معينة من تاريخ العمل الإعلامي في الإذاعة الوطنية، مساهما في ازدهار وألق الأغنية المغربية العصرية رفقة نخبة من روادها البارزين، فضلا عن اتصاله الميداني بالنضال السياسي…»


الكاتب : المحرر الثقافي

  

بتاريخ : 22/09/2017

أخبار مرتبطة

روني شار يقول بأن على الشاعر أن يستيقظ قبل أن يستيقظ العالم لأن الشاعر حافظ وجوه الكائن اللانهائية.شعراء أساسيون مثل

رَفَحْ جرحٌ أخضرُ في مِعْصم غزَّةَ، وَنَصْلٌ في خاصرة الريحِ. ماذا يجري؟ دمُ عُرسٍ يسيلُ أمْ عروسُ نِيلٍ تَمْضي، وكأنَّ

– 1 – هل الرمز الشعري الأسطوري ضروري أو غير ضروري للشعر المغربي؟ إن الرمز الأسطوري، اليوناني، خاصة، غير ضروري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *