عبد الكريم القسبجي نجم جيل الجيلالة يقاسمنا سيرته : ضمي إلى جيل جيلالة كان بمباركة الأصبهاني -13-

هذا مشروع كتاب،سيصدر عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر ضمن سلسلة»مراكشيات».
يتطرق الكتاب لمسار المجموعات الغنائية من خلال السيرة الذاتية لاسم من أسماء زماننا،فنان جيل الجيلالة عبد الكريم القسبجي،مستعرضا تجربته وكثيرا من مفاصل حياته الشخصية والفنية،فالرجل متشرب للفن عمليا وتطبيقيا،مُرتوٍ حتى الثمالة بإيقاعات متنوعة ومختلفة، واقفا عند بصماته التي تركها على تاريخ المجموعات الغنائية، وعلى فرقة جيل الجيلالة بوجه أخص،بوصفه صوتا جميلا متميزا،منحها نفسا جديدا ودفقة حرارية فياضة،أكسبتها طاقة على تأكيد وجودها وفرض ذاتها أمام المجموعات الغنائية الأخرى.من هنا،يمكن القول ان الكتاب يشكل قيمة مضافة ومكسبا من حيث كونه وثيقة هامة، وثيقة فنية، وثيقة تاريخية وعصرية.

 

يتابع عبد الكريم: «ذكرت هذا الحادث لأبين حجم التردد الذي أبديته عندما دعتني جيل جيلالة لأنضم إليها، ورغم تشجيع الكثيرين، كان لزاما علي أن أنال موافقة ورضا الوالدين، حتى يكون سفري إلى الدار البيضاء ميمونا».
«… في العاصمة الاقتصادية، استقبلني، وكان برفقتي صديقي عبد الإله الشرايبي، مولاي عبد العزيز الطاهري، بمقهى لاكوميدي، أذكر أن المقهى كانت مليئة بمجموعة من الوجوه الفنية، من بينهم عزيزي، سعيد الصديقي، وبزيز أحمد السنوسي، وأحمد الصعري، وعبد اللطيف هلال، ومصطفى داسوكين، ومصطفى الزعري، ومصطفى سلمات ومصطفى تاه تاه، وعمر الروداني، ومحمود السعدي، ومحمد المبشور، أخ الإعلامي والمنتج بالقناة الثانية عبد الحق المبشور، وقد لحق بنا حميد الزوغي، وبعد طول حديث، أخذني مولاي عبد العزيز الطاهري للإقامة معه بالمنزل الذي يكتريه بشارع الجيش الملكي، وبالضبط بالقرب من فندق رويال منصور، وكان مولاي عبد العزيز الطاهري قد التحق ب جيل جيلالة مباشرة بعد الحادث الذي وقع في مراكش، بعد أن عرض عليه صديقه مولاي الطاهر الأصبهاني الانضمام إليه، وتخلى عن فكرة تأسيس فرقة خاصة به».
يواصل عبد الكريم: «بعد المبيت في أول ليلة بمنزل مولاي عبد العزيز الطاهري، سأحضر في اليوم الموالي أول اجتماع ستعقده جيل جيلالة بناديها الجديد، المتواجد بالقرب من المسرح الجديد للدار البيضاء، بعد أن تركَتْ المقر القديم بدرب السلطان، وانتقلت إلى هذا المقر الذي تحول اليوم إلى سوق ممتازة، وجدت كل أفراد المجموعة: مولاي الطاهر، سكينة والزوغي، الدرهم، ومحمود السعدي، دخلت رفقة مولاي عبد العزيز الطاهري، وتم الترحيب بي من طرف الجميع، وإخباري بأن المجموعة بصدد تهيئ لثلاثة مشاريع، وأن عليها السفر إلى فرنسا في أقرب وقت ممكن، لإعادة تسجيل أغاني «ليغارة» – «ريح البارح» – «دادة أمي» – «الريفية» و»ليام تنادي»، أما المشروع الثاني فكان القيام بجولة في الجزائر، ثم التسجيل للتلفزة المغربية مع المخرج الأستاذ عبد الرحمان الخياط، زوج الفنانة القديرة نعيمة لمشرقي.
يضيف عبد الكريم: «باشرت التداريب، صحبة أعضاء الفرقة وكنت أحفظ معظم الأغاني، خاصة، كما ذكرت، أنني سبق وتمرنت مع مولاي عبد العزيز الطاهري، على بعضها، أما ما سبق وغنته جيل جيلالة عند انطلاقتها، فقد كنا نحن أبناء مراكش نحفظه عن ظهر قلب.
اكتفيت في البداية بأداء الكورال لأن الصولوات أو الأغاني معظمها كانت موزعة على أصوات سكينة ومحمد الدرهم ومولاي الطاهر الأصبهاني. سافرنا إلى فرنسا حيث استضافتنا شركة «بولي دور» العالمية، وسجلنا لها الأغاني التي ذكرت أقمنا في فندق قرب الأستوديو بزنقة السيدات حوالي عشرة أيام توطدت علاقتي خلالها بكل أفراد المجموعة، وتبددت كل العوائق النفسية بسهولة.
«… علمت حينها أن قرار ضمي إلى مجموعة جيل جيلالة كان بمباركة وموافقة من مولاي الطاهر الأصبهاني، مع هذا الفنان تعلمت الشيء الكثير، فمرافقة الأصبهاني جميلة وثرية، لا يمكن أن تحس بأية حواجز معه، في رمشة عين يدخل معك إلى عالم التقشاب والحميمية، ساعدني كثيرا في إبراز مقدراتي الصوتية، وخلال التوزيع الموسيقي، الذي غالبا ما كان يتكلف به، كان يمنحني حيزا هاما، على قدم المساواة مع باقي الأعضاء، لم أحس معه أني مبتدئ، منه تعلمت الدقة في الكورال، ويعلم الجميع قوة جيل جيلالة في الكورال، وهنا لابد أن أؤكد أمراً لا يعرفه العديد من المتتبعين، فمولاي الطاهر، ساهم في العديد من الأعمال الرائعة لجيل جيلالة، خاصة في التلحين والتوزيع الموسيقي وتوزيع الأصوات، وبناء الأغاني، وهي مهمة غاية في الصعوبة، كما يعرف ذلك محترفو الموسيقى، وهناك أغان كُتِبَتْ كانت من اقتراح مولاي الطاهر، بمعنى أن هذا الرجل كان له الفضل الكبير في القوة التي ظهرت بها المجموعة، لأنه يؤمن بالاحترافية، ويعي جيدا معناها، لذلك كان يترك الكتابة لأهل الكتابة، حتى أنه كان صاحب فكرة المحترف داخل المجموعة، لأن العمل – كما كان يردد- إذا أريد له النجاح، يجب أن يتم بشكل جماعي، وعلى هذا النهج سارت جيل جيلالة في معظم محطات مسارها الفني».


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 10/06/2017

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *