فلاحو ولاد زيان ومحن الحرث والزراعة المختلفة

في كل موسم فلاحي جديد، يضع الفلاحون الصغار بجماعة أولاد زيان بجهة الدارالبيضاء سطات، أيديهم على قلوبهم وجلا، ممنّين النفس بأن يكون حصاد كدّهم وجهدهم مثمرا، وألا تضيع مجهوداتهم سدى، وألا يذهب «شقاءهم» أدراج الرياح. فلاحون يمتلك بعضهم مساحة أرضية خاصة، قد تكون بسيطة في أمتارها، والبعض الآخر يقوم باستئجارها، ويتدبّرون الأمور المادية بكيفية من الكيفيات، فيحرثون ويزرعون، وبين المرحلتين يباشرون الكثير من العمل اليومي، المادي منه والمعنوي.
فلاحون التقتهم «الاتحاد الاشتراكي» قبل أيام، وسط «حقول» أولاد زيان، وأحذيتهم وأيديهم غارقة في «الوحل»، تشتغل دون كلل أو ملل، أشغالا «شاقّة»، تحت أشعّة الشمس التي تلفحهم بـ «سياطها» من السماء، تثقل كاهلهم المصاريف اليومية عند كل موسم، مابين حرث وزرع، مابين بذور وسماد، ودواء لمحاربة الطفيليات، وآخر لحماية الزرع، وبئر بالقدر الذي يجلب به الماء من باطن الأرض من فرشة ليست دوما معطاء بات الشح يسري في ثناياها الباطنية، فهو يسحب المال من جسد وروح الفلاح، ويكفي إحصاء قنينات غاز البوطان الموضوعة على جنباته لوحدها للوقوف على حجم «الإنفاق» حتى بات الكثير منهم لايجد من أين يوفر مصاريف لتدبر تفاصيل الحياة اليومية الأخرى.
مواطنون من البادية، يصنّفون ضمن خانة الفلاحين، وما هم بمصدّرين ولابمربي الأغنام والأبقار ولايمتلكون ضيعات تنتج الأجبان والحليب والألبان، بسطاء في عيشهم لدرجة أن أطفالهم يحرمون من التمدرس في فصل من الفصول، رغم نباهتهم واجتهادهم، لكونهم غير قادرين على التكلف بمصاريفهم، وهم الذين يعانون الأمرّين من أجل الوصول إلى المؤسس التعليمية، في ظل تعثر إطلاق سراح نقل مدرسي لـ «التنمية البشرية»، فئة وهي تتطلع إلى السماء تضرعا لاستقبال الأمطار المتأخرة، فهي توجه نداءها للمسؤولين عن الوزارة الوصية ولكل المتدخلين بأن يتم الانتباه إلى هذه الشريحة غير المعنية بالمخطط الأخضر، التي تعاني من اجل الحصول على منتوج فلاحي الأمرّين، وتدعوهم لكي يكون المنتسبين إليها ضمن برامج العمل والمخططات التنموية الفلاحية، لتخفيف العب عن كاهلهم ولو بشكل نسبي.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 17/11/2017

أخبار مرتبطة

  بالنسبة لقارئ غير دروب بالمسافات التي قطعها الشعر المغربي الحديث، فإنّه سيتجشم بعض العناء في تلقّي متن القصائد الّتي

« القصة القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة ، لأن مقياسي قد تغير ، ولم أعد مرتاحا

أكد على أن تعامل الحكومة مع القطاع ومهنييه يساهم في اتساع دائرة الغموض والقلق   أكد ائتلاف يضم عشر جمعيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *