في حوار خص به «الاتحاد الاشتراكي» : جاك لانج: دعونا لا ننسى المعالم التاريخية الأخرى التي تتعرض للتهديد

عقب الحادث الدرامي الذي تعرضت له كاتدرائية “نوتردام” بباريس والجدل الذي أثارته حول المدة الزمنية اللازمة لإعادة إصلاحها وترميمها وكذا المبالغ المهمة والخيالية التي تم جمعها من أجل ذلك، استضافت الجريدة وزير الثقافة الفرنسي الأسبق ورئيس معهد العالم العربي، جاك لانغ…

– هل تفاجأت بكرم الفرنسيين وغيرهم بعد حريق “نوتردام”، لقد وصلنا إلى مبلغ مليار في وقت قصير؟
– إنه أمر لا يصدق ولا يمكن تصوره! فالمشاعر التي خلفها هذا الحادث المأساوي قوية جدا وكبيرة.

– هل تفاجأت أيضًا بالعاطفة الكونية بعد هذه الدراما التي أثرت على كثير من الناس في جميع أنحاء العالم من المسيحيين وغير المسيحيين؟
– يرجع ذلك إلى قوة وسائل الإعلام اليوم ومتابعتها للأفضل وللأسوأ في نفس الوقت.
– لقد تتبعتم هذه الدراما مباشرة من شرفة معهد العالم العربي، ما هو شعورك آنذاك؟
– شعور لا يصدق بالعجز، كيف نتصرف؟ ما العمل ؟ لقد كانت لحظة مروعة بالفعل ونحن نشاهد النيران التي كانت ستقضي نهائيا على هذه الكنيسة التاريخية “نوتردام دو باري”. كنت محاطًا بشخصيات من معظم الدول العربية لافتتاح معرض حول كرة القدم في العالم العربي. لقد شعر الجميع بالعاطفة وبمشاعرالرهبة في نفس الوقت، وفي هذه اللحظات الصعبة ساد فجأة شعور بالتواصل والصمت المطلق الذي يتقاسمه أشخاص من جميع الثقافات والأديان.

–  هذا شيء ممتع للغاية وأنا سعيد بذلك، لكن في نفس الوقت، يجب أن نكون حذرين. “نوتردام” هي جوهرة استثنائية وفريدة من نوعها، لكن علينا في نفس الوقت ألا ننسى الآثار التاريخية الأخرى التي يتهددها الزمن وأحيانًا الحرب. لقد صارعت كثيراً من أجل إنقاذ مدن تاريخية واستثنائية مثل تدمر وحلب والموصل. علينا التفكير في هذه المدن التاريخية والاستثنائية، وأود أن أجد نفس الكرم لإنقاذ هذه المدن الألفية أيضًا.

– اندلع جدل في فرنسا حول الوقت اللازم لاستكمال إصلاح “نوتردام”، وقد كنت في طليعة من أكدوا أن “الإصلاح يتطلب أقل من 5 سنوات”. وجاء إعلان رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون ليؤكد ما قلته، حيث أعلن أن خمس سنوات كافية لاستعادة هذه المعلمة التاريخية؟

– رئيس الجمهورية على صواب تماما، فخمس سنوات هو موعد مناسب لإعادة البناء، ومع التكنولوجيا التي أصبحنا نتوفر عليها اليوم وإذا كانت لدينا الوسائل الكافية بإمكاننا فعل ذلك. لقد قال البعض إن الأمر سوف يستغرق عقودًا من أجل إصلاح هذه المعلمة التاريخية بعد أن تعرضت للحريق والدمار وأنا أعتبر هذا أمرا سخيفا وغريبا. لقد أعلن الرئيس عن خطة مدتها 5 سنوات، ربما ستكون أقل من ذلك، وهذا يتطلب منا الكثير من الإرادة والتصميم، ودون أن أبالغ أقول إنه سيكون من الممكن القيام بهذا العمل بسرعة. لدي تجربة إعادة بناء البنايات التاريخية في حالات الطوارئ، وقد قمت بإعادة إصلاح متحف اللوفر الكبير في 3 سنوات عندما كنت وزيرا للثقافة في عهد ميتران، كما استغرق إصلاح كاتدرائية ستراسبورغ 3 سنوات، ونفس الوقت استغرقته “انفاليد” بباريس، إذن إيمانويل ماكرون محق في مواجهة الخائفين والضعفاء…


الكاتب : أجرى الحوار بباريس : يوسف لهلالي

  

بتاريخ : 23/04/2019