في ذكرى رحيل أحد أعمدة الموسيقى اﻷندلسية..  الفنان عبد الصادق شقارة الذي تجاوز فنه حدود الوطن

حلت يوم 31 أكتوبر الماضي الذكرى 20 لر حيل الفنان الكبير عبد الصادق شقارة. رحل ابن تطوان في سن 67، الذي أغنى خلا ل حياته الميدان الموسيقي المغربي بأعمال  فنية ذات قيمة كبيرة، حياة كلها عطاء في مجال الموسيقى اﻷندلسية، أدى أعدادا  كبيرة من القطع الغنائية، تشبع منذ صغره باﻷمداح النبوية والتوسلات، وأدى قصائد في هذا الباب، في مقدمتها الفياشة، الحرم يارسول الله..، كما أن انتماءه لوسط عائلي فني ساهم في تكوينه، والتحق بالزاوية الحراقية وهو في سن 14 سنة 1945،  ليتقن فن السماع والمديح، ثم جاءت المرحلة الموالية، التحاقه بالمعهد الموسيقي بتطوان، مما ساعده على اﻹبداع والتفنن أكثر، كما يعد علما من أعلام المواويل والعز ف على الكمان والموسيقى اﻷندلسية.
سنة 1957، وعمره 26 سنة، أنشأ جوق المعهد الموسيقي بتطوان، وفي نفس السنة غنى قطعة الحبيبة وجرحتيني، والتي أخذت مصدرها من العيطة الجبلية  .
1958 ،  حصل على جائزة أحسن عازف كمان. ساهم في إدخال عدة صنائع إلى تطوان آتية من مدن أخرى، وشارك إلى جانب مجموعة موسيقيين في تسجيل 11 نوبة موسيقية  أندلسية.
أدى خلال مشواره الفني العديد من اﻷغاني،  نذكر منها أنا مزاوك باغي نشوفك كولي فاين، الله يهديك يا غزالي،  ياوليدي ياحبيبي هادي بلادك رانتا محسود عليها، أنا فعارك لاتنساني،  خليوني نشوف حبيبي، كما تغنى بالولي شيخ جبالة مولاي عبد السلام، أناديني دين الله، الشمعة..، وتبقى قطعة يابنت بلادي ذات خصوصية، والتي كتب كلماتها الشاعرعبد الرحمن العلمي، والتي مزج من خلالها شقارة بين الموسيقى الشعبية ذات النكهة الشمالية،  والفلامينكو اﻹسباني لتلتقي هذه اﻷخيرة بالموسيقى  اﻷندلسية، والهدف كذلك هو التعريف بالفن الموسيقي اﻷندلسي عالميا، ومزج الطابع المغربي مع نظيره اﻹسباني، والتلاقح بينهما، وبين الكلمات  العربية واﻹسبانية، مما يدل على أن التراث المشترك بين المغرب واﻷندلس، تقول القطعة،
– يابنت بلادي  سلبوني  عينيك ***** والزين  اللي  فيك
قلبي  تايبغيك ***** يابنت بلادي
اشعرها  مطلوق *****  طويل ومغلوق
قلبي عليها  محروق *****  يابنت بلادي
صغيرة ومزيانة  *****  قارية  وفنانة
هكداك  حبيت أنا ***** يابنت بلادي
العرض  والجود***** قابطة الحدود
والورد في الخدود ***** يابنت بلادي
شقارة شارك في العديد من المهرجانات الفنية داخل وخارج  المغرب، و ترأس العديد من الجمعيات المهتمة بالمجال الفني، خاصة الموسيقى اﻷندلسية، وشغل مهمة حارس عام بمعهد الموسيقى بتطوان..
رحل إلى دار البقاء يوم السبت 31 أكتوبر 1998، رحمه لله.


الكاتب : الخميسات:  أورارى علي

  

بتاريخ : 12/11/2018