في ظل «أشغال» تفقد جدوائيتها في وقت قياسي : تكرار تهاوي إسفلت شارع محمد السادس بالدارالبيضاء يخلق الرعب ويفتح باب التساؤلات ؟

 

تسبب تهاوي جزء من إسفلت شارع محمد السادس التابع ترابيا لعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء، مساء الأحد 20 يناير 2019، في خلق حالة من الرعب الشديد، بالنظر لحجم الهوة التي كان من الممكن أن تتسبب في خسائر في الأرواح، فضلا عن المادية منها، لولا لطف الأقدار الإلهية، إذ عاين عدد كبير من المواطنين والمارة الذين تحلّقوا حول الحفرة كيف أنها يمكنها أن تستوعب وسيلة نقل كاملة بكل سهولة، دون الحديث عن باقي التبعات التي قد تقع والمرتبطة بعنصر المفاجأة في الانهيار والسرعة التي قد يسير بها مستعملو الطريق؟
حادث تهاوي الإسفلت المذكور ، ليس بالأمر المستجد، إذ سبق أن تهاوى جزء من إسفلت نفس الرقعة الإسمنتية بتلك النقطة الجغرافية في 13 أكتوبر 2018، وسارعت حينها المصالح المختصة، بعد تداول صورة المشهد على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تطويق المكان وعملت على إصلاح ما يمكن إصلاحه، وفقا لظاهر الأشياء، لكن وبعد مرور حوالي ثلاثة أشهر، عادت نفس “الحفرة” إلى الخروج إلى العلن، لكن هذه المرة بشكل أعمق وأوسع، إذ تكفي رؤية الصورة لكي يتخيل المرء كل السيناريوهات القاتمة التي كان من الممكن أن تقع، خاصة وأن هذا المحج هو شريان مرور رئيسي يعرف حركية مكثفة للسير والجولان، بحيث تعبر منه ملايين المركبات يوميا ، من سيارات وحافلات وشاحنات وغيرها، كما أنه يعتبر معبرا أساسيا للموكب الملكي خلال كل زيارة ملكية للدارالبيضاء، لكونه يؤدي إلى القصر الملكي بالأحباس!
حادث ليس بالهيّن أو العابر، ويطرح أكثر من علامة استفهام حول طبيعة البنية التحتية لمحج محمد السادس، الذي يعرف أشغالا لاحتضان أحد خطوط الطرامواي، وحول متانة هذا الشريان وقدرته على تحمل الضغط المروري والتقلبات المناخية المختلفة، وجانب المسؤولية التقصيرية منها والعقدية، وارتباطها بالمحاسبة، لأن ما أمكن تجنبه الأمس من تبعات قد لا يمكن تفاديه في الغد وقد يكون بشكل أفدح، إذا ما استمر الوضع على حاله، وهو ما لايتمناه أي أحد؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 22/01/2019

أخبار مرتبطة

أكد على أن تعامل الحكومة مع القطاع ومهنييه يساهم في اتساع دائرة الغموض والقلق   أكد ائتلاف يضم عشر جمعيات

  أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس أنفوفاك المغرب، أن عدم ظهور بؤر وبائية تتعلق بمرض الحصبة في تراب جهة

لماذا لا يشمل حتى تلاميذ التعليم الخصوصي   في إطار مواصلة تنزيلها لورش التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيعية بسلك التعليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *