في ملتقى بضواحي إيموزار كندر: «مساهمة المرأة  في مقاومة المستعمر بالأطلس المتوسط»

بأحد الفضاءات  السياحية  بسيدي خيار، بضاحية  مدينة إيموزار كندر في اتجاه مدينة فاس، نظمت إحدى الجمعيات المحلية ملتقاها  الثقافي السابع  تحت شعار “الصورة واﻹعلام مبادئ وقيم”، تضمن مجموعة فقرات  من بينها ندوة ساهم فيها اﻷستاذ  الباحث مولود عشاق  بمداخلة بعنوان  “صورة المرأة  في الحركة الوطنية باﻷطلس  المتوسط”،  استعرض خلالها  المراحل التي مرت بها المرأة  في فترة  الحماية وما قبلها، والمعاناة التي عانتها، وما مورس عليها من حيف (مواقف معادية، حرمانها من اﻹرث، إرغامها  على الزواج بدون رضاها…) وانتقل  إلى مساهمتها في الحركة الوطنية ومقاومة المستعمر، وقبل الوصول إلى هذه المحطة، أشار إلى أن اﻷمر  “يستدعي مقاربة  موضوع المرأة باﻷطلس المتوسط إبان الفترات  المشار إليها،  ووضع علامات استفهام عن تمظهر صورة المرأة  بهذه الربوع من الوطن،  علما بأن الاهتمام  بتاريخ النساء في المغرب يرتبط بمرحلة الاستقلال بشكل لافت نتيجة ظهور إنتاجات  ودراسات في الموضوع،  وبعض المصادر تناولت اﻷدوار المتميزة  لبعض نساء اﻷطلس  وإن كان باقتضاب،  وهناك صور إيجابية  تجعل منها العنصر اﻷساسي  والحلقة اﻷقوى  في البناء  الاجتماعي  ، فكلمة تمغارت  تعني الزعيمة في العرف اﻷمازيغي بمنطقة اﻷطلس المتوسط،  وتبوأت  الموقع اﻹستراتيجي في قلب العلاقات  اﻹجتماعية بالمنطقة، والعلاقات القبلية،  مؤسسة  طاطا  كنموذج (إقامة علاقات أخوية بين قبيلتين).
وأضاف المتحدث “أن  صورة المرأة تبلورت بشكل أكثر في معترك الحركة الوطنية والعمل المسلح،  تعبيرا  عن رفضها المطلق للوجود الاستعماري،  ولا غرو  في ذلك ، فقد اضطلعت بعدة أدوار ووظائف منها : مهام الاستعلام بإخبار  رجال المقاومة  المسلحة بتحركات الغزو اﻹستعماري،  نظير مهمة طهو نعيشة التي أخبرت المجاهد موحا أوحمو  الزياني  بنزول تعزيزات  اﻹحتلال  من جنود وآليات  ومعدات حربيةب مدينة خنيفرة، حيث كان مرابطا بضواحيها- تحميس  وتحفيز وتحريض  رجال المقاومة على الصمود، وكل تسو يف أو تخلف  في فعل المقاومة يتحول  إلى سبة وعار وسط مجتمع  الكبرياء الخصوصي،  فإذا كانت  نساء أيت عطا وزمور قد اشتهرن برشق المتخلفين  والمتخاذلين عن القتال بالحناء، فإن نساء زيان  لا يتورعن في تحقيرهم   والتقليل  من شأنهم- إيواء  رجال المقاومة وإخفاء السلاح،  وفي هذا اﻹطار  تسوق مذكرات  المقاومة  دور رقية قدوري التي اضطلعت  بمهمة إخفاء  اﻷسلحة وإيصال  اﻹمدادات  والتموين إلى أن افتضح  أمرها وتعرضت للإعتقال  وما واكبه من أنواع  التعذيب، ولم يفرج عنها  إلا بعد عودة الملك الراحل محمد الخامس إلى الوطن – المشاركة في مختلف المحطات  الوطنية سواء عقب اﻹنزال (إيطو  بنحمو  البومزيلية، زوجة موحا أوحمو، فاظمة  محمد المعروفة باسم مومو، محجوبة من أيت إسحاق، فاظمة بنت الفقيه  التي أصيبت  بجروح  بليغة في معركة تسمى كيرا  نجاويث يوم 4 أبريل  1952،  ثم رابحة أنور التي انخرطت  في الهجوم الذي نظمه  المتظاهرون  على السجن المدني،  وعلى مركز الشرطة بمدينة خنيفرة، وواصلت نضالها  بإحراق مصالح المعمرين،  كما شاركت يامنة  ياغوت في الهجوم على مراكز، بوسكور، عين مزيزو  وتيزي أوسلي “.
“إنها  وظائف وأدوار، يقول الباحث ، لا تمثل في حقيقة اﻷمر، سوى غيض من فيض،  إذ تحفل الذاكرة  الوطنية  بأسماء  نساء رصعن  مسيرة الحركة الوطنية بسمات  وبصمات دالة، لكن التاريخ  أحجم عن إنصافهن، وهو إحجام يعبر عنه عدد النساء  الحاصلات  على صفة مقاومة، والذي لايتعدى 446 “.


الكاتب :  أورارى  علي

  

بتاريخ : 26/12/2018