في ندورة فكرية بالمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة … «السينما والقضايا الحقوقية العقدية / الخلافية

 

شرعت أول أمس الثلاثاء الدورة الثامنة من المهرجان الدولي للسينما و الذاكرة المشتركة بالناظور في عرض أولى الأفلام الدولية  و الوطنية المشاركة بالدورة، و يتعلق الأمر ب ( 9 ) أفلام وثائقية، ونفسها في مسابقة الأفلام الحكائية الطويلة، و 12 فيلما حكائيا قصيرا، كما سيتم عرض أفلام جديدة من سينما العالم.
وستتبارى الأفلام المتنافسة على الجوائز الآتية: في مسابقة الأفلام الحكائية الطويلة: الجائزة الكبرى مارتشيكا، جائزة أحسن سيناريو، جائزة أحسن دور نسائي وجائزة أحسن دور رجالي.
وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة: الجائزة الكبرى لمركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، والتي سيطلق عليها هذه السنة جائزة «ادريس بن زكري»، وجائزة البحث الوثائقي، وفي
مسابقة الأفلام القصيرة: الجائزة الكبرى: جائزة «مطاحن صبا» التي تقدمها شركة «مطاحن صبا»، وذلك أمام لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية التي يترأسها الديبلوماسي و الكاتب المغربي عبد القادر الشاوي بعضوية أليخاندرا تريليس من اوروغواي ، أتووالبا ليشي من فينيزويلا، و جويل كالميت من فرنسا، نينو كيرداتسكي من جورجيا ، لين باندينتير من فرنسا، رافاييل كيريرو من اسبانيا، ولجنة الأفلام الطويلة التي تترأسها المخرجة اليونانية كريستينا جيروجاني بعضوية كل من ايكور ماناييف من أوكرانيا ، جورج بالابانوف من بولغاريا، ديديي روسل من فرنسا ، محمد نظيف من المغرب، هاني المصطفي من مصر، وعبد الحميد بن عمارة من الجزائر، ولجنة تحكيم الأفلام القصيرة التي ستترأسها المخرجة الاسبانية ماريا اغليسياس برفقة سناء موزيان من المغرب ، ولوليي فيرنيت الصنهاجي من فرنسا، و ماريا أوخينيا هرننديس من كولومبيا، و لوسيا دي كارفيلو من البرتغال ، و كلياني فليسا من اليونان، و سعاد بوشناق من فلسطين .
وفي هذا السياق كان نصيب يوم أول أمس الثلاثاء من العروض المتنافسة في المسابقات الرسمية، الفيلم الكولومبي الإسباني القصير» sin titulo cuart movimiento» للمخرج ريكاردو بيريا الذي قرب المشاهد من أحلام وكوابيسهم للوقوف على أن أصداء الصراع و العنف ثاوية في لاوعيهم الجمعي، كما أن التوق إلى أعمال العقل و المنطق يفضي إلى صنع وحوش ضارية.. وفيلم ثان قصير بعنوان « Bashtrin xalat « للمخرج العراقي وحيدي فكري يحكي فيه قصة مخرج سينمائي وقعت له حادثة في طريق العودة من مهرجان نال فيه الجائزة الأولى للفيلم القصير، وفيلم وثائقي فرنسي – أندونيسي تحت عنوان « le soliloque des muets» للمخرج ستيفان دولان قال فيه إنه في سنة 2015 انعقدت بلاهاي بهولندا محكمة رمزية للنظر في الجرائم التي ارتكبها نظام الجنرال سوهارتو في اندونيسيا سنة 1965. وقد خلف هذا القمع، الذي تغاضى عنه العالم لمدة تناهز نصف قرن، مئات الآلاف من الضحايا. كان ذلك في سياق محاربة المد الشيوعي بدعم من الدول الغربية و بتواطؤ منها. إنها حقيقة يجد الضحايا صعوبة بالغة في إبرازها بعد مرور عقود على الوقائع. وكذا فيلم وثائقي ثان بعنوان» the negotiation « للمخرجة الكولومبية مارغاريتا مارتينيزالتي استعرضت في فيلمها هذا حكاية المفاوضات الشاقة التي انتهت باتفاق بين الحكومة الكولومبية و ثوار الفارك أقدم حركة حرب عصابات في أمريكا اللاتينية. وهي حكاية تبين أن صنع السلام و الوصول إليه أصعب بكثير من إعلان الحرب. و فيلم روائي طويل « to let» للمخرج العندي شيزيهان را تناول فيه قضية بحث أسرة من ثلاثة أفراد عن منزل للكراء بعد توصلهم بإنذار الإفراغ و جهته لهم صاحبة العقار، وأخيرا الفيلم المغربي الطويل « monsters» للمخرج أكسيل ريفمان يعرض حكاية قصة ثلاثة رجال يهاجمون منزل الحاج أحمد، الرجل الغني ، و يوقعون زوجته و ابنته رهائن لهم، ما بدا قصة سرقة عادية ستنتهي بتفجير أسرار مختلفة الأحجام..
قبل هذا، عرفت صبيحة أول أمس الثلاثاء تنظيم ندوة فكرية تحت عنوان « السينما والقضايا الحقوقية العقدية / الخلافية، نشطها الباحث والمفكر الموريسي خال الطرابني بمشاركة كل من المفكر والكاتب العراقي عبد الحسين شعبان ومحمد نشناش عضو هيئة الإنصاف و المصالحة والمخرج السينمائي العراقي ليث عبد الأمير وبوشعيب ذو الكيفل عضة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الذين تناولوا كل من جانبه دور السينما بحقوق الإنسان وتأثير الأولى في إبراز أوإخفاء بعض القضايا الحقوقية الإنسانية، التي هي قضايا كونية لا تعرف لا وطن ولا زمن اعتبارا قضايا شاملة …
في هذا الجانب تحدث الباحث العراقي عبد الحسين شعبان عن شمولية الحقوق و أولوية السينما في إبراز هاته الحقوق في زمننا الحاضر بالتوازي مع فترة العولمة، حيث سجل العالم ثورة تكنولوجية كبيرة ساهمت في تطور الكثير من الدول، لكن التطور الحقيقي –يقول – يبرز من خلال ماذا فعلت هاته الدول في ترسيخ حقوق الإنسان لمواطنيها على مستوى حرية التعبير وحرية التنظيم وحق الشراكة والمشاركة وحق التنمية والحق في السلام والحق في التنوع والاختلاف وغيرها .
الدكتور محمد نشناش قدم عرضا حول دور المحكمة الجنائية الدولية في ترسخ آليات تحقيق العدالة الكونية من خلال متابعة مرتكبي جرائم ضد الإنسانية اينما تواجدوا، لكنها متابعة –يقول تبقى نسبية باعتبار أنها تنفذ على مواطني الدول التي وقعت حكوماتهم على اتفاقية روما التي كانت وراء تأسيس هاته الهيئة القضائية الدولية، موضحا أن المغرب يعد من البلدان التي لم توقع بعد على هاته الاتفاقية.. مثله مثل العديد من الدول كالولايات المتحدة الأمريكية..
المخرج العراقي ليث عبد الأمير، كانت مداخلته في هذا الصدد عبارة عن عرض لتجربة ذاتية انطلقت من متابعته لحدث إعدام أربعة عراقيين وهو طفل .. إلى إيمانه بعد ذلك بتبني العمل السياسي و السينمائي و الهجرة خارج العراق للدفاع عن القضايا الإنسانية والحق في الحياة.
المغربي بوشعيب ذو الكيفل كان عرضه عبارة استعراض لأهم العناوين السينمائية المغربية التي تناولت العديد من القضايا الحقوقية الإنسانية من قبيل قضايا النساء، الطفولة، الإعاقة وغيرها.


الكاتب : جمال الملحاني

  

بتاريخ : 14/11/2019