كيف يقاوم البريطانيون «شيطنة» المسلمين؟

نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا حول جهود المسلمين والبريطانيين لتجاوز الأحكام المسبقة تجاه المسلمين في المجتمع البريطاني، التالي ترجمة مختصرة للتقرير.
تحدى جيريمي كوربين زعيم حزب العمال البريطاني « شيطنة المسلمين التي يقودها ترامب في العالم، وقد أرسل كوربين رسالة إلى ترامب يقول فيها: «إن شرب الشاي معًا أكثر فعالية بكثير من صب خرسانة لبناء جدار للحفاظ على الأرض».
أطلق جيريمي كوربين الزعيم العمالي رسالته أو ما أسماه بـ «رسالة لطيفة جدًا لرجل عبر المحيط الأطلسي»، وقد تحدث في مسجد فينسبري بارك في جنوب لندن وهو واحد من بين 150 مسجدًا تفتح أبوابها يوم الأحد للسماح للأشخاص من ديانات أخرى أو للذين لا يعتنقون أي دين للدخول إلى المسجد والقيام بجولات فيه ولطرح أسئلتهم حول الإسلام.
أشار جيريمي إلى « التشويه الذي يتعرض له المسلمون،» ولكن زوار المسجد اليوم -يقول جيريمي- آتون لدعم مجتمع شامل يحتوي الجميع بكل دياناتهم.
المسجد كان يحظى فيما قبل بسمعة سيئة كون رجل دين مصري متشدد يدعى أبو حمزة كان إمامًا له واشتهر وقتها بمركز للإسلام الراديكالي في التسعينيات، في عام 2005 خضعت إدارة المجلس لتغيير في قيادتها وتعتبر الآن نموذجًا للقيادة التي تحاول دعم علاقات مجتمعية أفضل.
«جاهد أحمد» هو أحد أعضاء المسجد، الذين أجابوا ولمدة أربع ساعات عن أسئلة تخص المسلمين، أسئلة من نوعية: «لماذا يتجه المسلمون إلى نفس الاتجاه عندما يصلون. لماذا يصلي الرجال والنساء بشكل منفصل؟ كم هو صعب الصيام خلال شهر رمضان؟».
المجتمعات المتعددة عرقيًا تجمعت في لندن، أحد ممثليها كان «جونديربي» اليهودي ومدير جمعية شؤون الأديان في جنوب لندن الذي كان يأخذ صورًا مع مدير المسجد محمد كوزبار ويقول: «هناك الكثير الذي يفرقنا ولكننا جئنا نعبر رغم ذلك عن صداقتنا».
في المسجد كانت «عابدة أشرف» من ضمن جيش من المتطوعين يجيبون على أسئلة الناس عن تفاصيل حياة المسلمين: ما هذه الأباريق التي تحوي المياه؟ تجيب عابدة: إنها لتنظيف أنفسنا، يجيبنا الإسلام أن حالة الروح ترتبط بحالة الجسد. ولماذا حين تذكرون محمدًا تقولون: صلى الله عليه وسلم؟ : إنها لإظهار الاحترام، ونحن نفعل ذلك لأنه مكتوب في كل الكتب المقدسة.
بعض المساجد تلقي بالنساء في أماكن صلاة غير جيدة التهوية، ولكن في هذا المسجد، أصرت السيدات على الحصول على الطابق العلوي جيد التهوية، بالقرب من القبة النيلية، وهي التي اتخذ المسجد منها اسمه «كلمة نيلي تعني أزرق بالكردي».
أقبل أهل المدينة على رؤية المسجد يسبقهم فضولهم لرؤيته من الداخل، ومنهم من قام بالتجربة من قبل وأحب أن يكررها. قال عمران أحمد، سكرتير المسجد، إدارة المسجد كانت فخورة بالانفتاح على المجتمع الأوسع. «نحن لسنا طابور خامس، نريد أن نعيش جنبًا إلى جنب. نحن لا نريد أن يخافونا، ليس لدينا ما يخشاه أحد».
«لورين واتكينز» وهي موظفة بريد متقاعدة، ومتدينة تزور كنيسة سانت رومان الكاثوليكية التي تقع بالقرب من المسجد تقول: إنه في هذه الأوقات الصعبة فإن محاولات التفاهم بين معتنقي الديانات المختلفة تكون ذات أثر جيد».
المساجد أيضًا في بلفاست تفتح أبوابها أيام الآحاد لاستقبال الزوار من المسلمين وغير المسلمين.
الدكتور رائد الوزان أحد المقيمين في بلفاست من التسعينيات ويعمل في مجال توريد الكاميرات إلى ناسا يقول: «إنه وبصفتي من العراق فقد أُمنع من دخول الولايات المتحدة، حتى وإن كان الداعي هو عمل أقوم به هناك».
ويضيف: «على الرغم من شعوري أنني في البيت 100%»، فإن أفكاره تتجه دومًا إلى أسرته في الموصل، «أنا هنا لأقول للناس في بلفاست وجنوب أيرلندا أن داعش تمثل خطرًا حقيقيًا على المسلمين أكثرمن أي فئة أخرى»، وقد أشار إلى أن هناك 6000 مسلم في جنوب أيرلندا من 42 بلدًا في العالم يمثلون كل الطوائف الإسلامية.
كان من بين الأسئلة هو علاقة الإسلام بميول المثليين، وكانت الإجابة أنه لا يمكن الحكم على شخص بسبب ميوله الجنسية وأنه أمر شخصي تمامًا ولا يحق لأحد التدخل فيه.
في غلاسكو تتسع المساجد لـ1500 مصلي. هناك من أتى إليه مع أطفاله، وهناك تعليقات من غير المؤمنين كانت تحوم كلها حول الفضول ومعرفة ما بداخل المسجد.
«كاثرين ماكينون» وهي تعمل مع اللاجئين في المدينة قالت: «إن الأجواء الحالية تمثل تحديًا كبيرًا للمسلمين، فإن المسلمين قد لا يرغبون في إظهار أنفسهم، إلا أنه وبعد السياسات المشينة في الولايات المتحدة فإن هذه الفرصة سانحة لتصحيح الكثير من المعلومات الخاطئة المتداولة».
كانن هناك دعاية سيئة حول مسجد ومركز غلاسكو الإسلامي بسبب صراع داخلي تقليدي حول الإدارة بين التقليديين والإصلاحيين، ولكنها أيضًا تعد مواجهة ضد الإسلاموفوبيا.
السياسيون في غلاسكو ومنهم جون لامونت يقول: «العالم في الوقت الراهن في لحظة هشة، حيث بعض الناس يحاولون خلق (آخر) لا تفهمه، ولا تعرفه، وهكذا يُفترض أنه من الأسهل أن تكره الآخرين. أعتقد أنه من المهم أن نرسل رسالة للآخرين لنقول فيها إننا نحن كأهل إيمان سوف نتحد لدعمهم».


بتاريخ : 28/09/2018