لا يشفى بالنسيان أحد

قبل أن أرتمي عميقا

في أزقة الصيف المتشابهة،
المحفوفة بالصدى ،
الغارقة في وحل أصوات
الباعة المتجولين،
المكتظة بقسمات الغرباء
الفار ين من جحيم الضجر.
أدلف الى الغرفة رقم 15،
أطيل النظر في المرآة
كأني أراني أول مرة،
أكتب رسالة طويلة جدا
الى صديقتي القديمة
ثم أمزقها في اخر حرف
إربا إربا،
قبل أن أثير فضول
الغيوم التي تتكاثف بمحاذاة
رصيف العمر،
وهي تنزل ثقيلة كمرساة
إلى قاع القلب.
تستوقفني أمام مدخل الفندق
عجوز غجرية
كلما حللت هنا،
تقرأ طالعي في محارات
صغيرة،
وتحدثني عن  تنبؤاتها
بلغة لا أفهمها،
ترسم في التراب
طائرا أسطوريا بأجنحة
كثيرة وتشير علي
بامتطاء صهوته،
ثم تشيح بوجهها عني.
أدس قطعة فرح في يدها
وأمضي،
كم من شيئ له أن يعبر
الصحراء بدون دليل
وأن يغرف أنفاسه بمشقة
كل مرة،
كأنه في النزع الأخير.


الكاتب : رضوان بن شيكار

  

بتاريخ : 17/08/2019

أخبار مرتبطة

  رن الهاتف ، كنت في الحمام مستمرئا الدوش الفاتر، تلففت بفوطة، شربت كوبا من محلول عشبة اللويزة، موطئا لنوم

  جلست على شاطئ الحيرة أسكب المعاناة على الورق، وأشكل أمواج الغضب، تطاردها الجروح ويرافقها السؤال واحد يدعي الحضور! على

الحياة التي نحارب من أجلها… الحياة التي نمارسها أمام العلن… والحياة التي نتمنى أن نعيشها… لا علاقة لها بما نعيش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *