لشكر:  «القضية الفلسطينية اليوم في بعدها الاستراتيجي هو إقامة الدولة الفلسطينية»

الاتحاد الاشتراكي اتصل بالأممية الاشتراكية والتحالف التقدمي والاممية الافريقية لشجب الموقف الأمريكي

 

أكد الكاتب الأول إدريس لشكر أن الاتحاد الاشتراكي قام بمراسلة الأممية الاشتراكية وكذلك التحالف التقدمي والأممية الاشتراكية الإفريقية بشأن التطورات التي تعرفها القضية الفلسطينية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما جعل هذه المنظمات تأخذ موقفا وتشجب الموقف الأمريكي الأحادي والذي يهدد السلم بالمنطقة وقيام دولتين في طار متفاوض عليه بين الدولتين.
جاء ذلك خلال أشغال اليوم الدراسي الذي عقده الحزب في باريس يوم 9 ديسمبر تحت عنوان «أية سياسة لتنمية وديموقراطية تشاركية لصالح مغاربة العالم؟» والذي ترأسه الكاتب الأول للحزب بمشاركة عضو المكتب السياسي صلاح الدين المانوزي، وبحضور مناضلين ومسؤولين حزبيين من ألبانيا، إيطاليا، فرنسا، بلجيكا، هولندا، الدنمارك وفيلندا.
وهو لقاء أطره الكاتب الإقليمي لفرنسا شكيب بوعلو.
وفي كلمته أشار الكاتب الأول إلى الوضع الخاص الذي يتم فيه لقاء باريس: «بعد قرار دونالد ترامب بنقل عاصمة إسرائيل من تل ابيب إلى القدس، هناك محاولة استبلاد للرأي العام دون إعطائه حقائق حول تاريخ القدس، التي احتلتها إسرائيل في سنة 1967 وتم ضمها سنة 1980 من طرف الاحتلال، وفي سنة1995 اتخذ الكونغرس الأمريكي قانونا بنقل سفارة إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وهو قانون وعد بتطبيقه عدد من رؤساء الولايات المتحدة من بوش حتى أوباما لكنهم لم يطبقوه عندما تحملوا المسؤولية وكانوا يراعون الوضع الدولي وتعقيدات المنطقة.» وأضاف الكاتب الأول قائلا:» اليوم، تغير الوضع بالمنطقة العربية وأصبح مضطربا بالعديد من البلدان ، سواء بالعراق، سوريا، مصر، والأزمة بالخليج والوضع باليمن، والوضع بفلسطين الصراع الداخلي وظهور حماس كقوة سياسية منافسة لفتح».
«فالقضية الفلسطينية اليوم بعدها الاستراتيجي هو إقامة الدولة الفلسطينية، وكم من نقمة تحولت إلى نعمة ، وفلسطين في ظل الوضع الدولي الجديد كانت ستكون في مهب الريح، كقضية الأكراد رغم أنها تمس 38 مليون نسمة موزعين على عدة دول لأن الأجواء الدولية بالمنطقة ضدهم، وربما هذا القرار الذي اتخذه ترامب يساعد على توحيد العرب بعد حالة الشتات، وسوف يساعد على تحريك الرأي العام الدولي والحقوقيين».
وأردف لشكر أنه «في ما يخص تعامل المغرب مع هذه التطورات فقد راسل جلالة الملك محمد السادس، بسرعة، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، كما راسل الأمين العام للأمم المتحدة، وقام المغرب باستدعاء سفراء الدول الدائمة في مجلس الأمن. تصوروا معي لو قامت كل الدول العربية بنفس الموقف الذي قام به المغرب و الذي كان له وقع على الأمين العام للأمم المتحدة الذي شجب القرار الأمريكي الأحادي في ما يخص نقل عاصمة إسرائيل نحو القدس، وما له من تأثير على السلام. كما رأينا كذلك الموقف الأوروبي الذي أذان هو الآخر هذا القرار الأمريكي.
وفي ما يخص الاتحاد الاشتراكي فقد قمنا بمراسلة الأممية الاشتراكية وكذلك التحالف التقدمي والأممية الاشتراكية الإفريقية، وهو ما جعل هذه المنظمات تأخذ موقفا وتشجب الموقف الأمريكي الأحادي الذي يهدد السلم بالمنطقة وقيام دولتين في إطار متفاوض عليه بين الدولتين».
من جانبه طرح صلاح الدين المانوزي، عضو المكتب السياسي في كلمته، قضية «التحديات المطروحة أمامنا كحزب، والتي جاءت بعد المؤتمر العاشر الذي يطرح التوجهات السياسية للمؤتمر خاصة ورش تطبيق الدستور وقضية المنظومة الانتخابية التي يجب إصلاحها والتي لا تفرز أغلبية سياسية واضحة».
وأضاف أننا «نركز على القضايا الاقتصادية والدور الذي يجب أن تلعبه الدولة التي يجب أن تحافظ على المصالح العامة للفئات الواسعة في هذا المجال، كما أن حل المشاكل الاجتماعية بالمغرب يجب أن يتم بالاعتماد على الحوار بدل المقاربة الأمنية لوحدها،»
واسترسل قائلا: «إن قضايا الهجرة اليوم تطرح عدة تحديات، وكيف نجيب على تحديات مغاربة العالم ،خاصة أن الاتحاد الاشتراكي يتحمل مسؤولية الوزارة المكلفة بشؤون مغاربة الخارج. فقضية المواطنة ومشاركة مغاربة العالم في التمثيلية السياسية نناضل من أجلها، والتي وردت في الدستور الجديد لسنة2011»، وقد كان النقاش مع مغاربة أوروبا مفتوحا وتطرق إلى جميع المواضيع التي تشغل الجالية المغربية بأوروبا، وكذلك قضية تجديد هياكل هذه التنظيمات الحزبية في كل الأقاليم في سنة 2018 من أجل إعطاء دينامية خاصة. وقد طرح المناضلون القادمون من اسبانيا، بلجيكا،إيطاليا،الدنمارك،فيلندا،هولندا بالإضافة إلى فرنسا التي تستضيف اللقاء ،عددا من القضايا مع الكاتب الأول تخص التعليم المغربي ببلدان المهجر، المصالح القنصلية وقضية التنظيم الحزبي بأوروبا. ودعا العديد منهم إلى ضرورة ابتكار طرق جديدة للعمل والتواصل.
كما طرحت قضية الإعلام الحزبي وضرورة التفكير في خلق ملحق للهجرة ينجزه الإعلاميون المقيمون بها بتعاون مع الإخوة بالجريدة، وكذا تنشيط وسائل التواصل الاجتماعي والحضور على مستوى شبكات التواصل، وضرورة تجديد الهياكل، كما دعا إلى ذلك الكاتب الأول للحزب.
وكانت قضية التمثيلية السياسية والمواطنة والحضور في المؤسسات الوطنية إحدى أكبر المواضيع الحاضرة في النقاش أيضا، كما تطرقت بعض التدخلات لضعف العنصر البشري وضرورة التكوين داخل الحزب بأوروبا، بالإضافة إلى ضرورة تطوير العمل الجمعوي الذي كان دائما إحدى نقط القوة للحزب.


الكاتب :  باريس: يوسف لهلالي

  

بتاريخ : 11/12/2017