مبادرة تضامنية بالعيون الشرقية من أجل التخفيف عن النساء الحوامل في وضعية هشاشة

في بادرة تعد الأولى من نوعها، وبشراكة بين جمعية الياقوتة النسوية بالعيون الشرقية وجمعية EVA بفرنسا، تم يوم السبت 13 أبريل الجاري، افتتاح متجر «الياقوتة» التضامني الخيري لفائدة الحوامل المعوزات بالعيون والبوادي المجاورة. وفي تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أفادت أسماء الصوتي العيساوي رئيسة جمعية EVA للتعايش وتعزيز قيم التضامن بفرنسا، بأن «فكرة إقامة متجر تضامني لفائدة النساء الحوامل في وضعية هشة بمسقط رأسها راودتها سنة 2017، وهي تمر بمرحلة حمل صعبة جعلتها تفكر في نساء بلدتها اللواتي لا يجدن في بعض الأحيان ما يسد به الرمق، فالأحرى اقتناء ما يتطلبه استقبال مولود من لوازم خصوصا الملابس والأغطية والحفاظات… والحليب إذا كانت الأم لا تستطيع إرضاع وليدها لسبب أو لآخر. تقاسمت أسماء فكرتها مع عضوات بالجمعية ، اللواتي عبرن عن انخراطهن في المبادرة من أجل افتتاح أول متجر تضامني للنساء الحوامل في وضعية هشاشة بمدينة العيون الشرقية، فعملن على جمع التبرعات من ملابس وأحذية وأغطية جديدة ومستعملة، زيادة على الأسرة وعربات الأطفال والحفاظات والرضاعات ولعب… وكل ما يلزم الأطفال من الولادة إلى بلوغ السنتين. بدأت التبرعات تصل إلى منزل أسماء، وفي قبو ضيق كانت تعمل على تصنيف ما تتوصل به حسب السن والجنس والنوع، وبعد جمع كمية مهمة ترسلها إلى المغرب لتتسلمها شقيقتها نوال الصوتي رئيسة جمعية الياقوتة النسوية بالعيون، والتي عملت على اكتراء منزل وتجهيزه بما يلزم ليتحقق حلم شقيقتها على أرض واقع بلدتها.
تخفيف العبء عن النساء الحوامل وأزواجهن الذين يواجهون إكراهات عديدة نتيجة الفقر والعوز وانعدام فرص الشغل بالعيون الشرقية، «لا معامل ولا فلاحة» تقول أسماء الصوتي، يمكنها امتصاص بطالة ساكنة البلدة وتمكينهم من فرص شغل تضمن لهم العيش الكريم، عوامل دفعتها للتحرك بمعية عضوات جمعيتها من جنسيات مغربية، فرنسية وإسبانية، لتكون النتيجة «متجرا تضامنيا» بمسقط رأسها بالمغرب.
وحسب المتحدثة فإن «ولوج المتجر غير مرتبط بانخراط ولا مساهمة وغير مقيد بشروط، ويكفي أن تكون المرأة الحامل معوزة لتقصده في أواخر شهور حملها بغية التسوق المجاني، تحمل سلة وتجوب المتجر لاختيار ما تحتاجه من لوازم لمولودها القادم (حفاظات، مناديل، حليب رضع، حليب ترطيب، رضاعة…) كما تختار هدية لنفسها وأخرى لوليدها، زيادة على 20 قطعة ملابس مختلفة بدءا من الولادة، وعندما يبلغ وليدها 3 أشهر تعيد تلك الملابس إلى المتجر وتأخذ ملابس أخرى وهكذا إلى أن يبلغ المولود سنته الثانية».
وبشأن مسألة إرجاع الملابس ، ذكرت المتحدثة «بأن المتجر ليس تضامنيا فقط، بل هو متجر إيكولوجي نحاول من خلاله الحفاظ على البيئة والحد من الاستهلاك، وفكرته تقوم على إعادة تدوير ملابس الأطفال التي لا يتم ارتداؤها كثيرا» ، مضيفة «المرأة تأتي إلى المتجر وتختار ما تشتهي نفسها، وكل ما نطلبه منها هو التفكير في الأخريات عبر الحفاظ على نظافة الملابس فقط لإرجاعها وأخذ غيرها حسب سن طفلها إلى أن يبلغ السنتين، وبالتالي نعمل على غرس روح التضامن في هؤلاء النساء، ونحثهن على تربية أبنائهن على هذه القيم ليكونوا قادرين على حمل مشعل التآزر والتكافل الاجتماعي مستقبلا».
وعن التمويل، أوضحت المتحدثة بأنه «ليس لديهم ممول، بل يعملون حسب ما يتم التبرع به»، مشيرة إلى أن» الجمعية بصدد تحضير قاعدة بيانات والبحث في وضعية النساء لتستفيد المحتاجات منهن، خاصة وأن العيون الشرقية تعرف أكثر من 600 حالة ولادة سنويا لا تستطيع الجمعية تلبية حاجياتها جميعها».
من جهتها، أعربت رئيسة جمعية الياقوتة النسوية، نوال الصوتي، عن سعادتها لهذا» الإنجاز التضامني الذي أدخل الفرحة على بعض النساء في وضعية هشة، والذي يحتاج إلى مزيد من الدعم «، متمنية أن يتم تعميم هذه المبادرة من قبل الجمعيات الخيرية للتخفيف، ولو قليلا، من عبء المرأة الحامل في مختلف المناطق التي تعاني الفقر والعوز».


الكاتب : سميرة البوشاوني

  

بتاريخ : 23/04/2019