مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة:«على الفقهاء الابتعاد عن الرقية الشرعية وترك أمرعلاج المرضى للأطباء والكف عن استغلال الناس»

 

أكد الدكتور مصطفى بنحمزة ، رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة في تصريح له، «أن ما يعرض اليوم أمام أنظار الناس والعامة من فيديوهات وصور توثق للرقية الشرعية هو وهم وخرافات وخزعبلات ينتفع منها أشخاص لا يريدون ترك مواقعهم، وليس بعلم شرعي قائم بذاته».
وأضاف عضو المجلس العلمي الأعلى في لقاء له، أن المرض العصبي( المس أو الجن) الذي يصيب الأشخاص ويلجؤون إلى» راق» أو «فقيه» للتداوي لا يمكن معالجته إلا بالوسائل الطبية، وينبغي أن يوكل أمره الى الخبراء والمختصين والأطباء، مشيرا إلا أن هناك بعض «الفقهاء» وا»لرقاة « يكتبون للناس «لحجابات» بدعوى العلاج لكن يتسببون لهم في حقيقة الأمر في أمراض ومشاكل و يستغلونهم و يجعلونهم تحت سلطة المال ويضيعون عليهم فرصة العلاج الطبي، وهذا محرم شرعا» يقول مصطفى بنحمزة.
ودعا رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة مصطفى بنحمزة، «الفقهاء إلى الابتعاد عن الرقية الشرعية وترك أمرعلاج المرضى للأطباء والمختصين والكف عن استغلال الناس والاتجار بأعراضهم»، معتبرا «أن الرقية الشرعية مجرد دعاء يواكب العلاج ومساندة نفسية للمريض فقط وليست دواء»، مشيرا إلى «أنه حتى في عهد الخلفاء الراشدين لم تكن هناك بيوت أو مكاتب للرقية الشرعية».
وتوقف بنحمزة في هذا الصدد عند واقعة فقيه يقوم بالرقية الشرعية للناس فلما مرضت زوجته هرع بها الى المستشفى للقيام بالفحوصات دون أن يقوم بمعالجتها ب»الحجابات»، خلافا لما يقوم به مع الأشخاص الذين يقصدونه؟ «ما يفيد أن الأمر مجرد استغلال وكذب ونصب من قبل بعض الرقاة «ويقول المتحدث «إن المختصين والخبراء والأطباء هم أهل الاختصاص».
وأشار المتحدث الى «أن الكتب الأولى للطب والعلاج والتداوي التي وضعت في الخزانات كخزانة السوربون، هي المراجع والكتب التي كتبها العلماء المسلمون أمثال ابن سينا، لكن بعدها أصبحوا يعولون على الخرافات والخزعبلات والأوهام وأشياء لا سند لها من الشريعة لعلاج المرضى».
ويرى الدكتور مصطفى بنحمزة « أن العلم والمعرفة واليقظة عناصر تكون لها آثار إيجابية في المجتمع، والمواطنة هي جزء أساسي من فهم الدين، لأن المواطنة هي وفاء للأرض، والدين هو أصل الوفاء».
وعن وجود فراغ قانوني، يؤكد مصطفى بن حمزة، أن القانون لا يوجد في هذا الصدد، لـ»أنه لا يوجد منصب اسمه راق ولا منصب الذي يدعو للناس. هذه قضية لا أصل لها، أي شخص يرقي الناس يكون قريبا لهم ويعرفهم، الرقية ليست بحرفة ولا مهنة ولا يتقاضى عنها الشخص أجرة».
للإشارة فقد أثير مؤخرا النقاش حول مسألة تقنين الرقية الشرعية، بعد تسريب فيديوهات جنسية ل»راقي بركان»، الذي كان يقوم باستغلال النساء والفتيات اللواتي يلجأن لخدماته جنسيا، وذلك في سياق تنامي – خلال السنوات الأخيرة – ظاهرة «الرقية الشرعية» كعلاج بديل، والتي باتت تستقطب العديد من المواطنين والمواطنات، و كثر الحديث عن بعض الممارسات التي ترافقها ، والتي أثارت نقاشا واسعا داخل البيوت والمقاهي ومواقع التواصل الاجتماعي…


الكاتب : أنوار التازي

  

بتاريخ : 18/12/2018