معاناة الفنان المغربي.. المسرحي بونعناعة نموذجا

توصلت الصفحة الفنية لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» برسالة مؤثرة من الفنان المسرحي عبد العالي معايشي المعروف فنيا ببونعناعة ، يتحدث فيها عن معاناته مع المرض الذي لازمه منذ قيامه بحملة تطوعية في مختلف مناطق المغرب لتوعية الناشئة بأهمية المحافظة على البيئة وخطورة استعمال الأكياس البلاستيكية، هذه الحملة التي يقول عنها بونعناعة الحامل لبطاقة الفنان… والتي قادته إلى مدينة القصر الكبير، إذ أصيب بوعكة صحية قي رجله اليسرى نقل على أثرها إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس حيث أجريت له عملية جراحية ..، ورغم العطب الذي أصيب به – يضيف بونعناعة – واضبت على تقديم العروض التوعوية بالمؤسسات التعليمية.
وخلال احتفال كافة المغاربة بذكري المسيرة الخضراء في 6 نونبر الماضي قمت بتنشيط حفل تربوي لفائدة المؤسسات التعليمية بشارع الحسن الثاني لتعريف الناشئة بتاريخ المسيرة الخضراء ومبدعها الملك الراحل الحسن الثاني، وما يجب أن يفعله الشعب المغربي للدفاع عن صحرائنا الحبيبة، وإثناء هذا العرض الوطني شعرت بآلام حادة في رجلي المريضة، فحملتني ابنتي إلى المستشفى الجامعي مرة أخري، وبعد إجراء الفحوص والاطلاع على صور الأشعة السينية قرر ا البرفسورالمعالج أن يجري لي عملية أخرى، فنزل الخبر علي كالصاعقة، خاصة وأنني أعيل أسرة ولا أتوفر على دخل قار. ورغم إجراء العملية بعد معاناة كبرى مع مصاريف العلاج، لازلت لا أستطيع المشي، ومما حز في نفسي أنني لم أجد دعما ماديا من أية جهة من الجهات، بل الأدهى حتى أصدقائي الذين كنت أعمل معهم لم يكلفوا أنفسهم عناء زيارتي أو مكالمتي هاتفيا.
«لكل ذلك – يقول الفنان بونعناعة – أوجه نداء لمناشدة المسؤولين بوزارة الثقافة.. لدعمي ومساعدتي حتى أشفى وأحاول أن أواصل مسيرتي الفنية لأتغلب على متطلبات الحياة اليومية لي ولعائلتي ..»
للإشارة، فالفنان بونعناعة قضى في المجال الفني والتنشيط المسرحي زهاء 32 سنة، قدم خلالها عددا هاما من العروض و» السيكيتشات « الهزلية لفائدة الأطفال والشباب بالمناطق النائية بالقرى والبوادي المغربية انطلاقا من طنجة إلى أقصى تخوم الصحراء المغربية، ورغم ذلك، فإن هذا المسار الفني الطويل لم يشفع له وها هو يكاد أن يتحول إلى «متسول».. وهذا مصير أغلب الفنانين والأدباء المغاربة.. فحين تداهمهم الأمراض ومصاعب الحياة يتكفل جلالة الملك محمد السادس بمصاريف تغطيتهم الصحية، فمنهم من يعافيه الله ومنهم من يقضي نحبه.
السؤال الذي يطرحه المتتبعون والمثقفون بصفة عامة ألم يحن الأوان لإنقاذ هذه الشريحة التي تسعد القلوب وتدخل البهجة والسرور على كافة الأسر المغربية ؟ إنهم شموع تحترق لإضاءة حياتنا وتنوير أفكارنا، ترى ما هي أهمية بطاقة فنان التي تمنحها وزارة الثقافة.. إذا لم تكن لتقدم للفنان ما يدعمه ويساعده ليعيش مرتاح البال ويزيد في بذل الجهود للرقي بالأعمال المسرحية والفنية؟


الكاتب : فاس: محمد بوهلال

  

بتاريخ : 20/02/2018

أخبار مرتبطة

  بالنسبة لقارئ غير دروب بالمسافات التي قطعها الشعر المغربي الحديث، فإنّه سيتجشم بعض العناء في تلقّي متن القصائد الّتي

« القصة القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة ، لأن مقياسي قد تغير ، ولم أعد مرتاحا

أكد على أن تعامل الحكومة مع القطاع ومهنييه يساهم في اتساع دائرة الغموض والقلق   أكد ائتلاف يضم عشر جمعيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *