مغربيات يوقظن قليلا من الضوء في ليل العالم

يخلد العالم يومه الجمعة 8 مارس2019، اليوم العالمي للمرأة الذي يشكل مناسبة لتسليط الضوء، على الإنجازات التي حققتها في شتى المجالات العلمية والرياضية والفنية والأدبية والقانونية.

مغربيا، سطعت العديد من الوجوه النسائية، ولقيت نجاحا ما بين سنتي 2018 و2019، ومن هؤلاء «أمينة دومان»، وهي شابة مغربية تبلغ من العمر 27 سنة، وتنحدر من مدينة خريبكة، إذ استطاعت أن تتفوق بأطروحتها في مجال الرياضيات، وتفوز بجائزة أحسن رسالة دكتوراه في فرنسا بعنوان «نظرية إثبات لا مركزية المنطق والنقاط الثابتة»، كما أن الباحثة تواصل مسارها في المركز الوطني للبحوث العلمية في فرنسا.
وقد شاركت كل من «فاطمة الزهراء أومني و»نسرين عكاشة» الرائدتين في تكنلوجيا المعلومات، إضافة إلى «صفاء بوبيا» الرائدة في مجال الإنترنت والإعلام الإلكتروني، في البرنامج الأمريكي «تايك-وومن 2018» حيث قمن بتمثيل المغرب في البرنامج الذي يستدعي أبرز الرائدات في علوم التكنلوجيا والهندسة والرياضيات.
وفي المجال الحقوقي، شهدت سنة 2018 تعيين «أمينة بوعياش» رئيسة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، التي تولت قبل ذلك عدة مناصب.
وفي السياق نفسه، عينت الأمم المتحدة المغربية «نجاة رشيدي» مستشارة رئيسية للعمل الإنساني في سوريا، التي شغلت في وقت سابق، منصب نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في جمهورية إفريقيا الوسطى.
وفي المجال الفني، هناك العديد من النساء اللواتي أبدعن في الرسم، واللواتي كانت أسماؤهم رائجة في موقع «بوليتيكس فور هور « الذي يصنف النساء الملهمات في مجالات مختلفة. وقد ضم الموقع اسم «غيثة بن لمليح»، وهي طالبة في الهندسة في باريس، أثارت الانتباه بأعمالها الفنية المتقنة في مجال «البوب اَرت»، إذ أضافت له لمسة مغربية تحاكي الأصالة والمعاصرة في أعمالها التلصيقية. ثم «زينب فاسكي»، وهي رسامة الكاريكاتور النسوية، والمهندسة الميكانيكية، والمناضلة في مجال حقوق المرأة، والتي اختارت هذا النوع من الرسم لتحطيم الأفكار النمطية التي تقتل الأنثى وتجعلها مستعبدة، كما أن رسومها عبارة عن أداة لتكسير الطابوهات التي تكون المرأة المغربية ضحيّتُها.
أما على مستوى الغناء، فنجد نجمة واعدة في غناء البوب، وهي «غيثة المراكشي» المزدادة في مدينة الدار البيضاء، والتي تخرجت من جامعة بركلي للغناء، وتتابع الآن مسيرتها الموسيقية في لوس أنجلِس في الولايات المتحدة الأمريكية، سبق أن حلت ضيفة على مهرجان موازين في سنة 2015.
وهناك أيضا، «ليليا عداد» مغربية أخرى، تتميز بصوت يلامس الروح، وهي مغنية استثنائية تعزف على الغيثار والبيانو، وقد تم اكتشافها عندما شاركت في برنامج «ذا فويس في فرنسا» نسخة 2018.
أما في المجال الرياضي، فإن «صفية برادة» تلعب دور المرشدة الرياضية التي تقوي المرأة عن طريق الصحة واللياقة البدنية، وهي مدربة دولية في اللياقة البدنية، كما أنها تساعد العديد من النساء على الوصول إلى أهدافهن إما عبر التشجيع أو التحفيز أو عبر جدول وجباتها ونمط تدريبها، وقد تضمن موقع «بوليتيكس فور هور « اسمها ضمن النساء الملهمات في المغرب.
هناك أيضا نماذج لمغربيات سطعت أسماؤهن في مجال الأعمال مثل: «حنان بن خلوق»، التي تدير في الإمارات شركتها الخاصة «الريادة المستدامة»، التي تقدم استشارات في مجال إدارة وتطوير الرأسمال البشري، والمهارات القيادية وروح المقاولة.
ولا ننسى «منى العباسي» المقاولة التي نجحت في غضون اقل من ثلاث سنوات في تأسيس مشروع لمستحضرات التجميل المغربية، والذي اختير كواحد من أهم 18 مشروعا نسويا في العالم من طرف جائزة «كارتييه للمبادرات النسائية». فضلا عن «ريم سباعي» و»زينب الدباغ» اللتين أنشأتا علامة تجارية للحِلي الأمازيغية في الولايات المتحدة الأمريكية، لتعريف بثقافة المغرب خاصة الأمازغية، وانطلقت الفكرة في محاولةِ للمزجٍ بين التقاليد المغربية والروح البوهيمية، ويتم صناعة هذه الحلي يدويا في منطقة تيزنيت، حيث تشتمل منتوجاتهما على القلائد والأساور والأقراط والخواتم.
أما الاسم الذي أثار الكثير من المداد، فهو «نجية نظير»، التي تعمل كسيدة أعمال في الخارج، فقد قامت بالتبرع بحوالي مليار ومائتي مليون سنتيم لبناء مؤسسة تعليمية في جماعة أولاد فارس في منطقة ابن أحمد نواحي سطات.
وقد حضرت أسماء مغربية عديدة في مجلة «فوربس» الأمريكية التي تصنف النساء الأكثر تأثيرا في العالم، حيث جاءت «مريم الخمري» التي كانت وزيرة للشغل في فرنسا سابقا المرتبة الرابعة عربيا، لتليها في المرتبة الخامسة «نجاة بلقاسم» التي بدورها كانت تشغل منصب وزيرة التعليم في فرنسا، ثم «خديجة عريب» التي احتلت المركز العاشر عربيا، وهي عضوة في مجلس النواب الهولندي.
وبذلك تكون هذه الأسماء المغربية حاضرة وشامخة، صنعت المجد وعانقت النجاح، متجاوزة الظروف التي كانت محيطة بها من قبيل المجتمع ونمط تفكيره أو العنصرية أو مشاكل أخرى…


الكاتب : عبدالنبي اسماعيلي

  

بتاريخ : 08/03/2019