في اطار مواكبتها للمستجدات على الساحة التعليمية و خاصة ما بتعلق بالجانب المادي و المالي و المحاسباتي بالمؤسسات التعليمية ، خصوصا التي تتوفر منها على قسم داخلي أو مطعم مدرسي ، نظمت المديرية الاقليمية لقطاع التعليم بسيدي بنور صباح يوم الاربعاء الماضي، دورة تكوينية لفائدة مسيري المصالح الاقتصادية و المادية و المالية بالمؤسسات التعليمية تحت شعار « تطور الخدمات بالقسم الداخلي رهين بتطور أداء مسيري المصالح الاقتصادية « أطره الأستاذ محمد الادريسي مفتش المصالح المادية و المالية و المحاسباتية .
الدورة التكوينية الثانية أعطى انطلاقتها المدير الاقليمي كريم العجان من خلال كلمة توجيهية أشار فيها الى أهمية اللقاء لأنه «يروم تسليح الموارد البشرية المسيرة للأقسام الداخلية بالعدة القانونية و الادارية اللازمتين بما يقوي قدراتهم في المجال و تيسير مهامهم في جانب التدبير و التسيير بما يعود بالنفع العام خصوصا على نزيلات و نزلاء الأقسام الداخلية» ، معتبرا اللقاء « فرصة سانحة لتبادل الآراء و مناقشة المستجدات في إطار خلق جو عمل موحد يتسم بالكفاءة و المردودية …»
الاستاذ المؤطر تطرق في عرضه الى مجموعة من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر أوغير مباشر على أداء مسيري المصالح الاقتصادية بالمؤسسات التعليمية بإقليم سيدي بنور ، معتمدا في تقريب فحوى اللقاء على محاور مهمة تركزت بالأساس على تشخيص الوضع الحالي للأقسام الداخلية و المطاعم المدرسية ثم نتائج الزيارات الميدانية و بعدها تقديم آليات الاشتغال في اطار تجاوز الاختلالات و النقائص .
بواسطة المسلاط الالكتروني قام المؤطر بتقديم عرضه الذي تضمن محوره الاول تشخيصا دقيقا للوضع الحالي للأقسام الداخلية و المطاعم المدرسية اوضح من خلاله ما تعانيه هذه المرافق الحيوية الاجتماعية من نقص حاد في الموارد البشرية ، تعلق الامر بمجال الطبخ و النظافة و الحراسة ، و غياب تام للمساعدين و تعدد المهام المسندة لمسيري المصالح الاقتصادية ( مسير لأكثر من داخلية ) و هي أمور تحد من العطاء المأمول كما تشكل حاجزا أمام تحقيق الجودة بالمواصفات المرغوب فيها ، معتبرا أن هذه المجالات ( النظافة _ الطبخ – الحراسة – الصيانة …) تكون حلقة متواصلة لتحقيق نفس الهدف، الا و هو توفير الاجواء المناسبة لنزيلات و نزلاء القسم الداخلي و بالتالي خلق فضاء يستجيب لمتطلباتهم بما يحفزهم على البذل و العطاء و قضاء فترة من الزمن الدراسي في جو سليم و صحي … و مواصلة في بسط عرضه انتقل الى محور ثان يتعلق بالمجال العملي و كل ما يتعلق بالجانب التوثيقي، حيث لوحظ ،يقول المؤطر ، من خلال الزيارات الميدانية غياب الجانب التوثيقي لدى البعض، بالإضافة الى عدم التعاطي الجاد مع النصوص القانونية و التشريعية و كذا الادارية خصوصا في مواضيع تهم مسك سجلات الجرد و التسجيلات و ضبط العمليات المحاسباتية و ما تتطلبه من وثائق تبريرية ، نفس الشيء بالنسبة لدفاتر الاستهلاك و حفظ المواد الغذائية بما يحفظ صحة و سلامة النزيلات و النزلاء ، و لأجل التقيد بالشروط القانونية و الرفع من المستوى المعرفي و التكويني لمسيري المصالح الاقتصادية قام المؤطر بمنحهم مجموعة من الوثائق و هي عبارة عن نصوص و مذكرات وزارية ترمي الى ضبط جل العمليات المحاسباتية و كيفية مسكها، بالإضافة الى تجويد الخدمات المقدمة من إطعام و تنشيط و مراقبة، ناهيك عن تطوير الكفايات في القدرة على التدبير الجيد و التسيير الحكيم و تقوية العلاقة التواصلية مع باقي المكونات و الشركاء : جمعيات آباء و أمهات التلاميذ و جمعيات الدعم المدرسي و مجلس تدبير المؤسسة و الطاقم الاداري للمؤسسة …
مرحلة التفاعل مع العرض المقدم عرفت نقاشا مستفيضا أبان من خلاله مسيرو المصالح الاقتصادية عن كفاءتهم في المجال جراء تجربتهم الميدانية الغنية بالمكتسبات و ما راكموه من خبرة ساعدتهم على تجاوز المعيقات و السهر دوما على تطبيق النصوص القانونية و الادارية في اطار الوضوح ، و ذلك باعتماد لجان المواكبة و التتبع لجميع الاشغال … الأستاذ المؤطر بدوره و انسجاما مع الجو التربوي للدورة التكوينية ، رد بشكل واف على تساؤلات مسيري المصالح الاقتصادية واضعا كل الامكانيات و الوثائق التي يتوفر عليها رهن اشارتهم من اجل تحقيق الاهداف المرجوة التي تخدم الصالح العام و تتماشى و الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم و تساهم في الحد من الفوارق و الهدر المدرسي و اساسا تلك التي تعنى بنزيلات و نزلاء القسم الداخلي و ترفع من جودة الخدمات المقدمة لهم .