نـــمش علــى مائــي الثـــجــاج

أسقط الغيمة فلا ينجو من ثاراتها الوابل من سغب السماء وطين الأرض ..
تجاويف الليل وأثلام الجراح المثخنة ..
تسقط من معاقلها الرتيبة
وأراودها كي تحسم هداد الميتافيزيقا وتتركني ..
وطن تلكزه حيرة أناي ويسكن نهائيا
فلا أعذر كمونه الواهم
عزلته السديمية ..
غير أنني أعتقه من قهريتي
ومن العتاب القاتل في ظلمة تتيه بالرؤيا
ولا تنجلي ..
كزحام يغط في تجاويف الفوضى
ويهرب سريعا إلى قتامة محضرة ..
أنا المسرف في شكيتي،
العابر عبر قطعان من هادرة الحزن والأسى
أبدل قسرا حنيني المؤجل سارد الطفولة في فنن الغياب
أكسر قواعد الإملاء والطاعة وركعتين جهريتين
أن يذكرني القائم بأمر الرب ذاعرا في بيعة شغوفة بالعماء
ولا أنحني ..
هل تومنروحي بالعصيان كما الشاعر في زخم القصيدة
أترصدني .. كيف أوتر الشغب الحاصب متاعا للحزن
وأرعوي كتوما لا أحمد الطبع
ولا أديره خلف يباس الأثر..
أسيرٌ فيك يا وطني ..
قيدك غموض ودياجيرك « طعم لأسماك طائرة»
أنفذ إلى دلالك ،غنجك الأبهى
فلا أنقاد إلا مرجفا في التآويل والرطب ..
…….
أنا لا أسيء الشك في موطئ القلب
ولا أثير الحزن في تعاويذ الصمت
ولا املأ الهجران بزعيق الليل ..
استعارات السواد،
نيران الغضب..
أنا لا أهاب الموت عندما أنحني..
ولا أغير بالنقع غمار الحروب الصغيرة
رداءات الأصدقاء والأعداء معا ..
فليس لي ما أخسره من سراب
ومن خطاياي .. لا يذكرها نخبي
عند التفاف الأصابع وارتقاء الوصب ..
أنا في وطني غريب ..
لا أنتظر فجرا أو سحابة طيف
أو صخرة سيزيف تحملني للعدم..
وتهدرني كسيل هوى من جائلة الخراب
واحتد سماما كلسع القصب ..


الكاتب : مصــطفى غَــلْمَـان

  

بتاريخ : 10/11/2017

أخبار مرتبطة

  بالنسبة لقارئ غير دروب بالمسافات التي قطعها الشعر المغربي الحديث، فإنّه سيتجشم بعض العناء في تلقّي متن القصائد الّتي

« القصة القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة ، لأن مقياسي قد تغير ، ولم أعد مرتاحا

«هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟» مجموعة قصصية جديدة   «هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟»هي المجموعة القصصية الثالثة لمحمد برادة، بعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *