وجبة ما بعد الخيانة

أشتهي الحروف طبقا
لوجبة ما بعد الخيانة
ما بعد * صفَين * الرفاق
وإخوة، في عمق الجبَ،
طمروا يوسف والقميص
وسملوا عيون يعقوب.
الحرف ثكنة
والكلمة قلعة المغدور الآبدة
هي جرح غائر في شفتي ليل
أعالج سواده برماد الكلام
سأجالس القصيد طويلا
لأحدَثه عن هؤلاء النازحين
من شغاف الخافق
برامكة بلاطي
المعلق على خيط عنكبوت
كيف شقوا حلمة ثدي
رضعناه معا حدَ النزيف
أخذوا الحليب وتركوا لي الدم
وكما الناجين من المكائد
أعدت ترتيب سذاجات الأمل
وأهدرت دم دهشة الطفولة
لأمتشق رمح الريح
وأشقً أكباد حروف
زوَرت الحكايا
والتاريخ والجغرافيا والإنسان
ها أنا أكفر
بالرياحين النابتة طحلبا في مجلدات البلاغة
والعنادل التي تضبط إيقاع أناشيد العشق
ومواسم الهجرة إلى الروح
لأسقط صريعة
عند مداخل جمل تأوي المجازات المرتدة
وتمنح اللجوء للحيوات المبتورة…
وهذا العمر
مسيرة طويلة نحو ظلَي الهارب
نحو صمت هزيل
لا يحتمل رقن حرف على صفحته
لكني ما زلت أشتهي الحرف طبقا
لوجبة ما بعد الخيانة…

(°) شاعرة مغربية من دواوينها «تقاسيم الريح» و»بقعة حناء حزينة»


الكاتب : فوزية عبدلاوي (°)

  

بتاريخ : 28/12/2019

أخبار مرتبطة

  رن الهاتف ، كنت في الحمام مستمرئا الدوش الفاتر، تلففت بفوطة، شربت كوبا من محلول عشبة اللويزة، موطئا لنوم

  جلست على شاطئ الحيرة أسكب المعاناة على الورق، وأشكل أمواج الغضب، تطاردها الجروح ويرافقها السؤال واحد يدعي الحضور! على

الحياة التي نحارب من أجلها… الحياة التي نمارسها أمام العلن… والحياة التي نتمنى أن نعيشها… لا علاقة لها بما نعيش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *