يزيد من عناء مرضى درب السلطان .. المركز الصحي «المدينة الجديدة» سنوات من الضياع!

مرّت حوالي سبع سنوات على اتخاذ قرار إغلاق المركز الصحي «المدينة الجديدة» أو مايعرف عند ساكنة عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء بـ «سبيطار الجميعة»، بهدف إصلاحه وإعادة تأهيله نتيجة لظهور عدد من التصدعات، وعلى تنقيل مهنييه صوب المركز الصحي كرلوطي، الذي بات يستقبل أعدادا أكبر من المواطنين الراغبين في الاستفادة من الخدمات الصحية، وهو الذي يعيش على إيقاع النتانة والإهمال على مستوى جنباته، مما يجعله مركزا للصحة في فضاء غير صحي؟
المركز الصحي «المدينة الجديدة»، الذي كانت تقدم به العديد من الخدمات سواء على مستوى طب الأسنان، والسكري، والطب الباطني، والجلد، إضافة إلى الخدمات الصحية العادية كالتلقيحات وغيرها، فضلا عن فضاء خاص بمرضى السل، الذين تتفاقم أعدادهم بتراب العمالة سنة تلو الأخرى، تم إغلاقه نتيجة لجملة من التصدعات والإصلاحات التي كان يتطلّبها، وبالفعل تم تخصيص ميزانية له من مجلس المدينة، على أن تتكفل وزارة الصحة بالتجهيز، لكن تبيّن بعد انطلاق الأشغال أن التوقعات المالية التي تم وضعها كانت خاطئة، مما أدى إلى توقف عجلتها، وظل المركز الصحي مهملا إلى أن تم ضخ مبالغ مالية عن طريق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لاستئناف الأشغال التي ماتزال ملامحها النهائية لم تكتمل، إذ أن المركز مايزال مغلقا، في الوقت الذي تشير فيه بعض التصريحات إلى أن كل الأشغال الداخلية قد تم استيفائها، وبأن الإشكال اليوم مطروح بالنسبة للواجهة الخارجية لهذا المرفق الصحي، التي باتت عنوة عبارة عن موقف للسيارات، الذي يستفيد منه عدد من «الشباب» من خلال دعوة زائري منطقة البلدية والمتبضعين بسوق الغرب، إلى ركن سياراتهم على الرصيف، بتسعيرة خاصة جدا، على بعد أمتار من مقر المنطقة الأمنية، وهي الواجهة نفسها التي يتم رمي المخلفات المنزلية بجنباتها في مشهد يبعث على التقزز!
المركز الصحي «المدينة الجديدة» الذي هو معلمة تاريخية وبناية تعتبر تراثا معماريا للدارالبيضاء، لم يعد من المقبول الاستمرار في تجاهله، ويصعب استيساغ عدم تكاثف الجهود من طرف كل المتدخلين لكي يتم بعث الروح فيه، ويعود إلى حركيته الصحية، حتى يقدم خدماته الطبية لساكنة تعاني الأمراض المختلفة، ويعيش أغلبها في أحياء مصنفة ضمن خانة الهشاشة والعوز الاجتماعي، خاصة على مستوى السل الذي يفتك بأجساد سكان درب السلطان؟

 


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 12/07/2017