بأصوات متعددة : قِدْرُ الهاوية

حفيظة الفارسي

ها أنا أقرع أجراس الرياح
فلتفتح كل العواصف صدرها
أراني أَرْتَجّ
غيمٌ كثير يخرج من يدي
والأصابع تحترق
ولا نار إلا في محراب عينيك
فتجمّل كي نصلي للشتاء القادم
من وراء الفصول،
للثلج الذي يختلق الأعذار
ليبكي ألف مرة في مراجل كفينا
للبرق الذي يخطف قلبي وكل قناديلي
وينام بين شفتيك
****
هل سمعتَهُ؟
ذاك قلبي
جزيرة من عطش
ويداك واحة الله الخصيبة
نهرٌ يستلقي على سرير الروح
واللحظة تجفُّ رويدا رويدا
هل رأيتَ؟
لم يتبق منك غير ظل صحراء
فتحلل أيها النهر من كل المطر
على صفحتي التي من تراب
وارْتـَدِ قصيدة تشبهني
تشبه زبد الموج
لأرمي حصاتي في بركك الراكدة
فترقص أغنية قديمة
تثملُ، تعربد
في حانة الذكريات.
****
لمَ تُعْلي كل أسوار الحب
وتقول إنك في الحب،
سيء الحظ
وأنك تمشي على مهل كي لا يسقط قلبك مرة أخرى
في فم التنين
فلا تلتقطُ غير دخان المسافات
فأنا أحبك أيها الغامض مثل أحجية أبدية
مثل برتقالة أقشرّها فتجرح أصابعي
ولا أنتحب
مثل نجمة بعثرها الفجر
مثل أغنية شقراء تشرق في مساء حزين
اقفز من عقد الشرق
إني أنتظرك
لا تخف
وانزل الى قِدْر الهاوية
كي نغلي معا.

الكاتب : حفيظة الفارسي - بتاريخ : 18/05/2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *