«واد لو» من قرية منسية إلى وجهة سياحية

بديعة الراضي

فضلت في زاويتي الأسبوعية هذا اليوم،والتي غبت عنها خلال الأسابيع الماضية بغية التأمل والتجديد في نمط التواصل مع القراء الأعزاء، أن أستحضر إسما ربط كافة تحركاته داخل الوطن وخارجه بمدينته، التي أتاحت له ثقة الساكنة فيه، أن يدافع عنها من بوابة التدبير المحلي كرئيس لبلدية واد لو، ومن بوابة عضويته في الفريق الإشتراكي بمجلس النواب، نائبا برلمانيا عن دائرة تطوان.
وهو الاستحضار الذي تعمدته مع سبق الإصرار والترصد، عندما تعالت بعض الأصوات المختفية في مواقع التواصل للتشويش على محمد الملاحي، في الفضاء الافتراضي بعدما فشلت في الفعل نفسه على أرض الواقع، مصطدمة بكون ساكنة وادي لو مقتنعة أنها تبني المستقبل بخطوات راسخة، مع حزب آمن بأن التنمية في كافة واجهاتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، هي المنفذ الحقيقي للتقدم والتطور والنهوض بالإنسان كمحور أساسي لتحقيق ذلك.
لقد حرص الرجل باسم الـاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن يركب الصعاب لإخراج وادي لو من منطقة منسية، إلى قبلة هامة سياحية، تستقطب آلاف الزوار، بعدد فاق قدرتها الاستعابية، لكنه عدد يحفز ساكنة المنطقة إلى المطالبة بمزيد من التنمية، وهي نقطة الضوء التي اعتبرها بعض المختبئين وراء الشاشات الزرقاء أنها مطالب تكشف عن عدم القدرة على التدبير، والحال أن واد لو التي عمل الملاحي على فتح أبوابها بمفهوم الشراكة والتشارك في التنمية تحتاج إلى دعم استراتيجي كبير بعدما عمل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المنطقة على النهوض بها، تنفيذا لبرنامجه المحلي ، المتداخل مع الإرادة الملكية في التغيير بعامل التنمية في فك الحصار على كافة المناطق المعزولة من أجل عدالة مجالية في مستوى تطلعات مغرب اليوم.
لقد ظل الملاحي يطالب في كافة تدخلاته، ومرافعاته، سواء داخل اللجن النيابية بمجلس النواب أو في الجلسات العامة بالبرلمان، الحكومة بمزيد من الاهتمام بالمنطقة، مؤكدا أنه لكي نحفز الاستثمار بوادي لو يجب أن «نخلق له الشروط المواتية،منها توفير الماء والكهرباء والتطهير السائل والبنيات التحتية الملائمة مع وضع بيئي سليم»، وبالفعل نهج الرجل نفس المنحى وسهل على المستثمر إقامة مشاريعه، بعدما قام الرجل من بوابة تدبيره الجماعي والجهوي بتشييد محطة لتصفية المياه العادمة كمشروع رائد على المستوى الوطني، ناهيك عن شوارع جعلت المدينة تحضن كل ذلك البهاء، الذي أنعش العقار في مدينة تحتاج إلى فعل تشاركي كبير، لتصبح قطبا سياحيا بامتياز.
وهو الزخم الذي أقلق بعض المنتقدين لتدبير المجال.

هؤلاء المتحدثون عن وادي لو بمواصفات خاصة في توزيع فضائها، وهذا من حقهم، لكن المحسوب لهؤلاء الغيورين عن مدينتهم أنهم يعترفون بتفاني محمد الملاحي في خدمة مصالح المدينة والساكنة، وأن الرجل بالفعل وضع المنطقة في سكتها نحو مستقبل زاهر.
هؤلاء الغيورون، هم من ينبغي محاورتهم وإشراكهم، لسد الباب على »العدميين« الذين يعتقدون أن السموم التي يوزعونها في الفضاء الأزرق ستذر الغبار في عيون ساكنة المنطقة، كي لا ترى الحقيقة المجسدة بالفعل في مختلف معالم وادي لو، مدينة المستقبل.
وهي الحقيقة المنبثقة، من إيمان الرجل بأن زمن الانتخابات لا يتجاوز الأيام المحددة له في التسابق نحوه بالطرق التي يكفلها القانون، لكن زمن التنمية شاسع كالحلم الذي قاد الرجل باسم كافة المبادئ والقناعات التي يؤمن بها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، نحو الإصرار في تنزيل نقط الضوء الكبرى، التي كان آخرها الاتفاقية التي وقعها المجلس البلدي مع جهة طنجة تطوان الحسيمة ووزارة الثقافة، من أجل بناء مركز ثقافي سيوسع دائرة التفعيل الثقافي بالمنطقة، بعدما خطى المجلس البلدي خطوات هامة في هذا الفعل، كان من بينها مواصلة تنظيم مهرجان «اللمة» الذي شكل قبلة هامة لعشاق الفن والثقافة والمعرفة والبحث في التراث من داخل الوطن وخارجه، باللقاء الهادف الذي حجت إليه الجماهير الغفيرة التي اقتسمت، جمال البحر ونظافة شواطئه الحائزة على «اللواء الأزرق» لمرات متعددة، وجمال الفن والطرب المقدم فوق ركح في الهواء الطلق، في مشهد تلتقي فيه السياحة بالثقافة بشكل مدروس ومنتج.
هي وادي لو الآمنة، المستقرة، المحروسة من ساكنتها، تلك التي تتهيأ لفصل الصيف ومهرجان اللمة وكأنها عروس في ليلة دافئة…

 

الكاتب : بديعة الراضي - بتاريخ : 09/08/2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *