بوتفليقة، المجلس الدستوري.. والشهادة الطبية!

عبد الحميد جماهري

طلب عبد المالك سلال، المدير المعلن لحملة الرئيس بوتفليقة، من أنصاره الذين يستكثرون على الجزائريين الخروج إلى الشارع، أن يصبروا إلى حين وضع الترشيح رسميا يوم 3 مارس…
لا يعرف ما إذا كان هذا الذي قام به الوزير سلال، صاحب طائرات “لا رام” لا تنقل فقط رجال الأعمال وأن التهريب المغربي للحشيش هو مساهمتنا في إفريقيا، هو من باب التوجيه الإخباري أو من باب التهديد المبطن……
غير أن الثابت هو أن وضع الترشيح بذاته معضلة في ملف الرئيس الجزائري، وهو في الوقت ذاته العقدة التي قد تكسر أسنان المنشار..
فالثابت أن المجلس الدستوري هو الذي يتلٍقى الترشيحات، وهو نفس المجلس الذي تم تغيير رئاسته منذ أيام بتعيين رئيس جديد لهذه المهمة..
المجلس سوف يتلقى الملف، وضمنه وثيقة ضرورية إن لم تكن من بين الوثائق التي لا بد منها:شهادة طبية موقعة من أطباء محلفين، تشهد بأن المترشح في كامل قواه العقلية والبدنية وأنه أهل لممارسة القيادة الكبرى في البلاد.…
السؤال: كيف سيثبت الرئيس بأنه في صحة جيدة، ومن هم الأطباء الذين يملكون القناعة التامة بأنه كذلك؟
من المحقق، أن الرئيس يقضي جل أوقاته في العلاج بين يدي أطباء سويسريين، بالأساس، إذ أنه يداوم على زيارة المستشفى الجامعي بجنيف منذ أن أصيب بجلطة دماغية في 2013…، ولهذا قد تراوده الفكرة بأن يشهد هؤلاء على سلامته، لكنه يدرك في الوقت نفسه بأن الذي سيفعل ذلك سيكون مضطرا إلى مغادرة سويسرا بل أوروبا، لأنه سيصبح منبوذا إلى نهاية العالمين..
إذن كيف سيتم التعامل مع قضية الشهادة الطبية؟ ..
إما أن الشهادة ستكون جديدة: أي مزورة، وتحاول أن تقنع العالم كله بأن الرجل في صحة جيدة، شريطة أن تكون مسلمة من أطباء جزائريين..
وستتلطخ المهنة، بنفس السوء الذي مس مناحي كثيرة يعرفها الجزائريون وليس لنا أن نقول غير ما يقولون..
وربما أنها ستكون موقعة ما قبل تاريخ الجلطة الدماغية، أي ما قبل 2013، وستكون بذلك شهادة تلبيسية ….
وربما أنها ستكون….حقيقية، مع إشارة بسيطة يحتاجها الروائيون عادة :كل تشابه في الأسماء أو في الوقائع هو مجرد صدفة ومحض خيال.…
بالنسبة للعبد الضعيف إلى رحمة ربه، المشكلة لا هي في الانتقال الديموقراطي
ولا في الانتقال العسكري
ولا في الانتقال الديموغرافي
ولا في الانتقال الطاقي
ولا في الانتقال الانتقالي
المشكلة كلها في الشهادة الطبية:
ماذا وكيف ستثبت الشهادة الطبية، أن الرجل في وضع صحي جيد، بحسب السلم الطبي المتعارف عليه دوليا، وأنه قادر على أن يثبت هو أيضا بأن الشهادة سليمة لأنه يمارس مهامه بطريقة سليمة:أي الحضور والحديث والحركة، والانفعال ووووووو…
الباقي تفاصيل، إذا ما نجح أتباعه في أن يزوِّروا حالته الصحية فالممكن بعد ذلك هو تزوير الجزائر برمتها ولا عجب… !

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 02/03/2019

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *