قبطان تحت راية الحماية!!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

اختارالقبطان أديب أن يخوض الحرب من ساحة أجنبية، ولعله لا يعرف بأن تلك المعركة بالضبط لا شرف يليها….

وهنا لن نسيء إلى إنسانيته إذا ما وصفناه بأنه لم يواصل حربا، لا يعرف بأنه مات قبلها..كأي فارس إشكالي، تختلط عليه الطواحين بالخيالة..
لا خيال في هذه الحرب سوى ما قد يتركه السؤال الاستنكاري: هل يستطيع فعلا أن يحرك ملفا يستوجب تنقل ثمانية إعلاميين ما بين مدراء وزملاء، إلى باريس، حيث الجن والملائكة يتفرغون إلى خيالات أخرى غير خيال معارض، في ساحة الأجانب؟..
لا أحد يجيب بغير سؤال آخر: من حركه؟
هل أنطقه الحق في التعبير
أم الدفاع عن كرامة يفترض أنها مهدورة، ولغة نزلت به إلى ما يفترض بها منطقة عدم الاحترام؟
لا أحد يصدق أنه غادر سماء بلاده لكي يحلق بحرية في سماوات غريبة، دفاعا عن وجوده المهدد بأقلام الصحافيين..
ومن سوء حقه هنا، أن لا أحد يتكلم عن قضيته بقدر ما أن الذي يشغلنا في البلاد والإعلام هو «القفز» القضائي على سيادتنا..
هناك ما هو أكبر من القبطان، هناك سؤال تغول القضاء في عدم احترام اتفاقية التعاون القضائي بين البلدين التي تنص على ضرورة المرور عبر القنوات الدبلوماسية ووزارة العدل المغربية، عبر توجيه استدعاءات مباشرة إلى المعنيين بالأمر…
هل غاب عن القاضي الفرنسي أن جمال براوي ليس اسمه جان روا
وأن نرجس الرغاي ليس اسمها فرانسواز طوبيرا؟..
هناك ما ينتهك غير ضمير القبطان: سيادة بلاده التي يتكلم باسمها..
وسيادة رايته التي كان له ذات شرف الواجب في التغني باسمها…
القبطان مجرد أصبع لن نراه
نرى ما يشير إليه، وهو هذا التطاوس الفرنسي على بلاد لها سيادتها
وهذا الإخلال بالمهنية الحضارية لدولة الثورة..
هل يعقل أن بلاد مونتيسكيو يمكنها أن تتهاون في المعنى الحقيقي للقانون؟
كلا وألف طبعا..
سأسخر وأطالب فرنسا بأن تفتح أبوابها للمغاربة ما دامت تتصرف معهم كمواطنين فرنسيين يحق لها أن توجه لهم الاستدعاءات المباشرة،
وسأسخر ولن أعتبر بأنها سابقة خطيرة للغاية
ومحاولة مكشوفة لإشعار المغرب بأن الحماية ما زالت قائمة، وهذه المرة مباشرة على المواطنين بدون المرور عبر الدولة..وأطالب بأن توزع على المغاربة بطائق تعريف فرنسية، ولا بأس بأن تصرف أسماؤنا بنكهة غولية.…
يحز في نفسي أن قبطانا تربى في مدرسة الشرف الوطني، مدرسة الجيش المغربي الأبي، أن يكون مجرد أداة:بندقية بحرية بين يدي من لا نعرفه سوى كعدو؟
لا أحد يفصل بين الذي يتم وبين إرادة ما، في كواليس الجمهورية، تسعى إلى إحياء الخلافات مع فرنسا، من زاوية قبطان يخوض حربا ضد بلاده، ينسى أنه وراء خطوط العدو، التي نفترض أنه يحركه..
ومع ذلك، لنتمحص القضية ، من زاويته: في دعواه يتهم الضابط السابق مصطفى أديب (49 سنة) الصحافيين بسبه وقذفه في مقالات نشرت سنة 2014…
قبل أربع سنوات يعني..
ويعني أيضا بعد أربع سنوات اكتشف بأن مقالات في بلاد المغرب مست شرفه؟؟؟
لا أعتقد بأن هناك درسا ما في العسكرية يمكنه أن يفسر هذا «التكتيك» الأخلاقي، دفاعا عن شرف الاسم..
لا أحد سيؤمن بأن القبطان استيقظ على إحساس مفاجئ بالشرف، وتقدم للدفاع عنه إلى البلاد التي تحتضن إقامته!!
لا أحد ..
وإذا كان لا بد من العودة إلى الوراء فلابد أن نعود إلى تلك اللحظة التي زار خلالها الجنرال الراحل عبد العزيز بناني في أحد مستشفيات باريس، وهو يحمل ورودا ذابلة ورسالة بلا شرف!
لا بد من العودة إلى شجاعته المنفية، وهو يتقدم نحو جنرال ممدد على سرير..
ويطلق عليه ما لا يملكه سواه:قلة المروءة !

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 07/09/2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *