ملاعب للقرب، ملاعب للقبر! 2/2

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

قبور في النهر…

**
نتساءل مرة أخرى: لماذا تكون الفاجعة دوما جماعية، في وفياتنا، كما لو كانت السياسة معنية مباشرة:
في الفيضانات والحريق والتدافع من أجل الإحسان وفي مباريات الأطفال ؟

ونتساءل، ما جدوى الوطن
وما جدوى المسؤولية
وما جدوانا كلنا إذا كانت خططنا أقل من ذاكرة الماء
وليست فوق الشبهة تماما؟
ماجدوى أن نتساءل حتى
ما جدوى أن نتساءل في الفشل وحده
وفي الموت وحده
وفي الألم وحده
وفي الفضيحة وحدها؟

**

كان الملعب ملعب قرب
صار الملعب ملعب قبر
فلا أحد سيتهم الماء أو العاصفة
لأن الذي رخص
والذي وقع
والذي تابع
والذي نفذ، مأتمنى جدا حتى لم يعد لسؤال المسؤولية معنى..
ومع ذلك لا بد من أن تكون المحاسبة حتى تكون السياسة ممكنة
ويكون الحزن أيضا ممكنا، بسيطا
وعاديا كما الراحلين.. لا كما تريد لغة البلاغات الرسمية
كما في رواية بغلاف عاد
بلاغات “أكدت أنه سيتم إخبار الرأي العام بكل المستجدات المتعلقة بهذا الحادث».
كأن يتم إلقاء القبض على الماء
في معطف غيمة
أوفي ينبوع صاف
أو وهو لاه في فرشة باطنية بعيدا عن الدرك..
أو يثبت أن السماء قتلت بالخطأ
بدون عمد أو يثبت العكس
أو أن المسؤولين لم يفعلوا أكثر من تسهيل مهمة الأقدار
وساعدوا الرعد على غيه..
كما لو أن التحقيق سيثبت بأن الذين ماتوا لم يموتوا حقا، أو أنهم كانوا ضروريين كموتى لاكتمال المشهد العاصف ليلة صيف!

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 31/08/2019

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *